تسود حالة من التوتر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بالعاصمة اللبنانية بيروت، إثر الاشتباكات المتواصلة، بين منطقتي الشياح وعين الرمانة المتاخمتين، ليسقط حتى لحظة كتابة هذا التقرير 6 قتلى على الأقل وأكثر من 15 جريحًا.
العميد "أبو دياب طالب" المسؤول في الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن بياناً قد جرى تعميمه يوم أمس، على أبناء المخيمات الفلسطينية يطالبهم الالتزام داخل مخيماتهم، واعتماد مبدأ الحياد في مسائل المشاكل اللبنانية الخاصة، وعدم الخروج من المخيم إلا للضرورة القصوى".
وأضاف أبو دياب: "كطرف فلسطيني لا علاقة لنا بما يجري على الأراضي اللبنانية، ولسنا مع طرف ضد طرف آخر، ونعمل على التأكيد على أننا طرف إيجابي وأننا ضيوف على هذه الأرض، حتى عودتنا إلى أرضنا فلسطين".
وأشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات التزموا بقرارات المرجعية الفلسطينية وأكدوا أنهم طرف محايد في الأزمة.
أصوات إطلاق النار يسمع في مخيم شاتيلا القريب من منطقة الاشتباكات
وأفاد اللاجئ الفلسطيني علي السعيد، ابن مخيم شاتيلا، أنّ أصوات إطلاق النار والقذائف تسمع في المخيم، إذ إنّ المخيم قريب نسبياً لمناطق الاشتباكات، فيما المخيم في حالة ترقب شديد لما سيجري، واللاجئون في خوف من أن يتدهور الوضع.
جدير بالذكر أنّ مخيم شاتيلا، يحيطه تجمع كبير لمناطق تعتبر مناصرة لحركة أمل، وهي أحد الأحزاب المشاركة في اشتباكات اليوم، كما أنّه مخيم متاخم لمنطقة الضاحية الجنوبية.
وأضاف السعيد، في حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّه لاحظ خلال جولته في المنطقة المتاخمة للمخيم، وجوداً وتجمعات حزبية لبنانية، أمر قد يعكس أنّ الوضع الأمني قد يتدهور أكثر فأكثر.
اللاجئون لفلسطينيون ملتزمون داخل المخيمات ولا يخرجون منها إلا للضرورة القصوى
وإلى مخيم برج البراجنة، الوضع مشابه إلى حد كبير، أصوات القذائف وإطلاق النار تسمع بكثافة، فهو الآخر يعتبر قريباً من مناطق الاشتباك.
بدوره، مسؤول منطقة بيروت في لجان العمل في المخيمات، سامر الأشقر، والذي يقطن مخيم البرج، أوضح في حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ "الوضع داخل المخيم، هادئ، والمجتمع الفلسطيني كان قد التزم بقراراتنا يوم أمس، بالتزام المخيم، وعدم الخروج منه، وأظهر اللاجئون حتى اللحظة وعياً وانضباطاً كبيراً".
وشدد الأشقر: "لا شأن للفلسطيني لا من قريب أو بعيد بما يجري في بيروت، ولا نقف مع طرف ضد آخر".
وأوضح الأشقر، عند سؤاله حول وجود خطة لدى الفصائل الفلسطينية في حال تدهور الوضع الأمني أكثر في العاصمة بيروت، فأجاب: "قد نعمد إلى إغلاق مداخل المخيمات، ومنع الفلسطينيين من الخروج، فنحن لا نريد أن يعاد سيناريو الحرب الأهلية من جديد، ولا أن نتضرر كفلسطينيين، فعدونا هو العدو الإسرائيلي لا غير، ونأمل أن تكون غيمة صيف عابرة على لبنان".
وكان تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، كانت قد أصدر بياناً يوم أمس الأربعاء، دعا فيه أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتزام بسياسة الحياد وعدم المشاركة بالتحركات الاحتجاجية اللبنانية.
وطالب التحالف اللاجئين الفلسطينيين، "بعدم الاقتراب أو المشاركة في التحركات الاحتجاجية ، والحد من التحرك في بيروت إلا للضرورة القصوى".
وكانت الاشتباكات قد اندلعت، بعد إطلاق نار على اعتصام سلمي لمناصري حركة أمل وحزب الله، للمطالبة بتنحية القاضي طارق بيطار المكلف بالتحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت، إثر استدعائه وزير المال السابق التابع لحركة أمل علي حسن خليل، لاستجوابه، ما أسقط عددًا من القتلى والجرحى بين المعتصمين.