دعا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر/ تشرين ثاني، بريطانيا إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني والتكفير عن جريمة صدور وعد بلفور من خلال الاعتراف بفلسطين.
وأكَّد أبو هولي في بيانٍ له بمناسبة الذكرى (104) لصدور وعد بلفور، أنّ وعد بلفور مثل بداية أبشع ظلم تاريخي على الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه وحقه في وطنه، وزرع جسماً غريباً مثل آخر استعمار عسكري استيطاني في العالم يقوم على القوّة العسكريّة والتوسّع الاحتلالي.
ولفت أبو هولي إلى أنّ وعد بلفور لا يزال شاخصاً كجريمة تطهير عرفي ارتبطت بكل ما مارسته الصهيونية وحلفاؤها من جرائم وانتهاكات لكل الأعراف والمواثيق الدولية على أرض فلسطين.
وأشار إلى أنّ الصهاينة بدأوا منذ تلقيهم هذا الوعد المشؤوم في الثاني من نوفمبر عام 1917 بإقامة وطنٍ قوميٍ لهم في فلسطين بتصفية الشعب الفلسطيني جسدياً، عبر عشرات المجازر الدامية التي ارتبكت بحقه ومن ثم تصفيته مادياً عبر الاستيطان ومصادرة الأراضي وتدمير المدن والقرى وإخفاء معالمها الفلسطينيّة.
وشدّد أبو هولي على أنّ تغوّل حكومة الاحتلال الصهيوني على الأرض الفلسطينيّة عبر مصادرتها وبناء المستوطنات عليها يأتي استكمالاً لنهجها الاحتلالي العنصري في تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين استكمالاً لفصول النكبة التي حلت بشعبنا عام 1948 ومحاولة قطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية.
وطالب أبو هولي المجتمع الدولي، بأن يقف أمام مسؤوليته لإجبار الاحتلال على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية التي أقرت بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف مثل حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وملاحقة مرتكبي الجرائم الانسانية بحق الشعب الفلسطيني وقادة الاحتلال في المحاكم الدولية.
ومنحت بريطانيا بموجب "وعد بلفور" المشؤوم الحق لليهود في إقامة وطنٍ قومي لهم في فلسطين، إذ كان "وعد بلفور" بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونيّة العالميّة على حساب شعبٍ متجذرٍ في هذه الأرض منذ آلاف السنين.
وجاء الوعد على شكل تصريحٍ موجّه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.