نفّذ أهالي منطقة بنايات "أونروا" في مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، اعتصاماً مفتوحاً منذ صباح اليوم الثلاثاء 3 تشرين الأوّل\أكتوبر وسيتمر حتّى توفير خدمات المياه للحي المحروم منها منذ أكثر من عشر سنوات.
الحي الذي تسكنه نحو 500 عائلة، أوصلها العطش إلى الخروج عن صمتها، بعد أن أعجزتها الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان وتعصف باللاجئين الفلسطينيين، من الاستمرار في شراء المياه من قبل التجار، بعد بلوغ سعر التعبئة 150 الف ليرة لبنانية، حسبما أوضح أحد منظمي الاعتصام الناشط بهاء عقلة لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال عقلة لموقعنا : إنّ الاعتصام جرى، بعد بلوغ الأمور إلى حدّ لا يمكن احتماله، فأهالي المنطقة لا تصلهم خدمة المياه منذ سنوات طويلة، وكانوا يعتمدون على شراء المياه بمبلغ 30 او 40 الف كل شهر، أمّا اليوم في ظل الأزمة وارتفاع السعر، لم يعد الأهالي قادرين على تحمّل التكاليف.
وأضاف عقلة، أنّ تجار المياه في المخيّم يقولون للناس غير القادرين على دفع تكاليف الاشتراك، بأن يستغنوا عن المياه، وهو ما استغربه قائلاً :" الناس فيها تتخلى عن الكهربا واللحمة وتقنن مصروفاتها بكل نواحي الحياة باستثناء المياه".
وتسائل عقلة، عن خزان المياه الحلوة الذي أسسته وكالة "أونروا" منذ ما يقارب 11 عاماً، وقال إنّ هذا الخزان جرى تشغيله لمدّة 40 يوم كتشغيل تجريبي، وبعدها لم نر منه أي شيء. مشيراُ إلى أنّ الخزان يحتوي مضخات وكل معداته جاهزة باعتراف القسم الهندسي لدى الوكالة، ولكن دون أدنى استفادة منه من قبل الأهالي.
وأكّد عقلة، على أنّ الاعتصام سيبقى مفتوحاً، حتّى حل مشكلة المياه في الحي المذكور من قبل اللجنة الشعبية ووكالة "أونروا"، لافتاً إلى أنّ الأخرين قد وعدوا حلّ الأزمة خلال أسبوع.
تجدر الإشارة، إلى أنّ وكالة "أونروا" قد أعلنت في العام 2005، مشروعاً بدعم من قبل الوكالة السويسرية لـ"التنمية والتعاون" إعادة تأهيل لنظام إمدادات المياه وتحليتها في مخيّم شاتيلا، عبر بناء محطة خاصة تتألف من 6 طوابق على سطح بئر، لتوزيع المياه المحلاة على أهالي المخيّم، وكان المشروع قد قدم من الإتحاد الأوروبي وأشرفت الوكالة على تنفيذه حيث جرى افتتاحه عام 2014. الّا أنّ المشروع لم يثمر في توفير المياه للأهالي وسط استمرار التساؤلات حول مصيره.