لم يعد خطر سقوط المنازل في مخيم برج البراجنة محصوراً بين أفراد عائلات أصحابها، بل تخطّى الخطر الجدران الضيقة وبات يهدد المارّة.

وهذا ما حصل تمامًا مع اللاجئ الفلسطيني الخمسيني "نسيم السقا" المنحدر من بلدة النهر قضاء عكّا، أثناء عودته إلى منزله ليلًا،  حيث تفاجأ بشيء سقط عليه، تبيّن لاحقاً عند رؤيته للدم ينفر من رأسه أنّ قطعة كبيرة من أرضيّة شرفة مهترئة سقطت عند أوّل سقوط للمطر هذا العام، وأدت إلى حدوث جرح كبير في رأسه وجروح ورضوض في ظهره ويديه، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقّي العلاج.

يقول السقا إن أحداً من المعنيين سواء في منظمة التحرير أو الفصائل أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لم يسأل عنه، وتكفّل بأدوية علاجه على نفقته الخاصّة، كما أنّ الخطر لا زال قائمًا في في الطريق ولم يتحرّك أحد لرفعه او مراقبة المكان لمعالجة المشكلة.

14-1.jpg

وطالب السقا أصحاب البيوت التي تحتاج شرفاتها الممتدة على الطريق إلى ترميم بالمسارعة إلى ترميمها ولو على نفقتهم الخاصة وعدم انتظار وكالة "أونروا"، قبل أن تتسبب في الحاق الأذى والضرر بأشخاص أبرياء ليس لهم ذنب الى أنّ طريقهم صادفت من هنا، بحسب قوله.

ما حدث فجأةً بدون سابق انذار مع نسيم السقا يمكن أن يحدث مع أي شخص يمر بجانب بيت خديجة أبو طاقة، حيث شرفة منزلها تهدد كل المرة كما حدث مع السقا.

بيوت تشكل خطراً على المارة والجيران

 خديجة أبو طاقة لديها منزل مهترئ تماماً قد يسبب سقوطه في أي لحظة الأذى لمن يكون ماراً بالقرب منه، تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنها منذ 7 سنوات تناشد وكالة "أونروا" ولم يستجب أحد لاستغاثاتها، فبيتها بحاجة للهدم وإعادة الإعمار بسبب أساساته الخاطئة والتي تأثّرت بأعمال صيانة البنى التحتية السابقة.

أبو طاقة أغلقت بيتها وخرجت منه منذ 3 سنوات لأنه آيل للسقوط في أي لحظة، لتتخذ وكالة "أونروا" من ذلك مبرراً لعدم ترميمه، لكن اللاجئة الفلسطينية تشير إلى أنها كانت تسكنه وتستفيد منه ولوا أنه شكل خطراً على حياتها لما انتقلت منه إلى بيت أختها، وأنها تستفيد من طابقه الأرضي كمطبخ تعد فيه مع إخواتها الطعام ويبعنه ليستطعن إعالة أنفسهن.

وإن أخلت هذه السيدة الفلسطينية منزلها، إلا أن خطر سقوطه ما زال يهدد المارة والجيران، فالبيت يقع بين بيوت متلاصقة، ويشرف على أزقة ضيقة للمارة، وفي فصل الشتاء يزداد خطر سقوطه مع تزايد الرطوبة في الجدران التي ذاب اسمنتها وظهر الحديد المهترء منها.

14-2.jpg

7 ألاف بيت في مخيمات الفلسطينيين بلبنان بحاجة ترميم

ولمتابعة هذا المِلف الجديد القديم، قابل موقع "بوّابة اللاجئين الفلسطينيين" المتحدّثة باسم وكالة "اونروا" هدى السمرا، التي أشارت إلى أنّ 7 آلاف بيتٍ في كلّ مخيمات لبنان بحاجة إلى ترميم وفق الاحصائيات الاخيرة للوكالة، لكن الترميم لا يتم إلا بتوفر تمويل عبر المشاريع من الدول المانحة وليس من الميزانية العامة لأونروا، وحالياً تعمل الوكالة بمشروع ترميم ينتهي بنصف العام ٢٠٢٢، وهناك جهود متواصلة لتحصيل مشاريع ترميم أخرى تلبّي مطالب واحتياجات جميع اللاجئين.

وأضافت السمرا: أن مخيم برج البراجنة هو أكبر المخيمات وأكثرها بالبيوت المحتاجة إلى ترميم كونه من اكثر المخيمات اكتظاظاً وكثافة سكانية، مشيرةً إلى أنّ أصحاب الشؤون المسجلين بشبكة الأمان الاجتماعي لهم الأولوية باعادة ترميم بيوتهم بسبب صعوبة حالتهم الاجتماعية، كما أنه اذا كان صاحب البيت الذي يحتاج الى ترميم لا يسكنه ليس له أولوية وفي حال كان يسكن فيه يتم أخذ بعض الإجراءات كالسكن في جهة محددة بالبيت وتنعزل الجهة الاخرى ريثما يتم ترميمها او اعادة تأهيلها".

أوضحت أن اللاجئ إن كان مستأجراً للبيت وكانت حالته الاجتماعية وحالة البيت تستدعي الترميم لا يُستثنى من حقّه في الترميم وفق شروط من بينها ألا يرفع صاحب الملك أجرة المنزل لمدة سبع سنوات أو يطرده منه.

أمّا اذا كان هناك بعض الشرفات آيلة للسقوط والبيت لا يحظى بالأولوية بإعادة الترميم لا يمكن فعل اي شيءمن قبل "اونروا" وعلى صاحب البيت أن يقوم بترميمه، بحسب السمرا.

وفي السياق ، قالت رانيا شحادة مسؤولة ملف الترميم في اللجنة الشعبيه بمخيم برج البراجنة أن 700 منزل في المخيم بحاجة إلى ترميم، وهناك منازل قدّم أصحابها الطلب منذ 5 سنين، أمّا البيوت الموافق على ترميمها في المشروع الجديد فعددها 93 بيتًا، 30 منهم تم ترميمه و24 جار العمل فيهم، أما الدفعة الثالثة جاءت الموافقة عليها وسيبدؤون تمريمها قريباً.

الأولوية للبيوت المسكونة

وفيما يتعلّق بمعايير اختيار المنزل المنوي ترميمه أوضحت شحادة أن اختيار المنزل يكون على أساس زيارة قسم الهندسة في وكالة "أونروا" للمنزل ودراسة جميع الجوانب سواء الجغرافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية للعائلة، وهناك نوعان من الترميم هما الخفيف أو الكبير حيث يكون هناك خطر في أسقف المنزل.

وأشارت شحادة إلى وجود  مجموعة عمل مؤلفة من اللجنتين الشعبيتين التابعتين لمنظمة التحرير وقوى التحالف بالإضافة إلى الروابط والمؤسسات المعنيه بمتابعة مشروع KFW المقدم من الحكومة الألمانية لترميم المنازل، مضيفة أن الأولوية توضع لمن يسكن في المنزل ويعيش تحت الخطر، أما من ترك منزله فارغا لسوء وضعه فيتم دراسته والسؤال والمتابعة اذا كان سيرجع الى منزله او لا، ومن يثبت أنه يملك منزلاً آخر غير المنزل الذي يريد ترميمه يُلغى طلبه لعدم حقه في الأولوية، مشيرةً إلى أنّ المحلات التجارية والمؤسسات غير معنية بالترميم إطلاقا.

ولا يتم اإعطاء بدل إيجار لصاحب البيت الذي يتم ترميمه، فقط يأخذ مبلغًا كبيرًا كدفعة أولى ويحدد له برنامج العمل وخلال اسبوعين يجب ان ينهي عمله، وبعد ذلك يكشف المهندس على المنزل وبناء عليه يُعطى المبلغ المتبقي على دفعات وبالدولار ويتم سحب المبلغ من البنك.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد