قال مسؤول لجنة متابعة شؤون اللاجئين القادمين من سوريا إلى قطاع غزّة ماهر شاويش: إنّ لا أحد من المسؤولين الفلسطينيين سواء في الضفّة الغربيّة المحتلّة أو في قطاع غزّة، تبنى مطالب اللاجئين الفلسطينيين الذي هجّروا من سوريا وقدموا إلى القطاع، وعلى رأسها حل أزمة السكن.

وأشار شاويش في لقاء مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ هذه الشريحة من اللاجئين المهجّرين من سوريا، قصدت قطاع غزّة لكونه جزءاً من وطنها، ولم تقصد دول جوار سوريا، وجرى استقبالهم في البداية بشكل جيّد، حيث أمّنت لهم حكومة القطاع فرص عمل وفق "عقود بطالة" يجري تجديدها كلّ 3 أشهر لمدّة عامين، وهذا ما جعلهم يشعرون ببعض الاطمئنان في البداية.

وتابع، أنّه حين بدأ الحديث عن المصالحات بين غزة ورام الله، الجميع تخلى عن واجباته تجاههم، حيث اعتبر حكّام غزّة أنّ هناك حكومة جديدة ستدير شؤون القطاع وتتحمل مسؤوليتها، بينما لم تعترف حكومة رام الله بحكومة غزّة، وهذا الأمر انعكس على اوضاع القادمين من سوريا، بحسب شاويش.

وأضاف شاويش أن عدد المهجّرين من سوريا في القطاع  تقلّص بشكل كبير، حيث بلغت أعدادهم في اولى سنوات مجيئهم نحو 350 أسرة، تراوحت أعدادهم بين 2000 إلى 23500 فرد، فيما لم يبقى منهم الآن سوى 130 أسرة.

وحول أسباب مغادرة القسم الأكبر منهم، أوضح شاويش، أنّ تخلي حكومتي رام الله وقطاع غزّة وكذلك وكالة "أونروا" والمعاناة التي تراكمت على كاهلهم سواء في السكن ام في التعليم والطبابة وسواها، دفعت بعضهم للعودة إلى سوريا أو ايجاد طرق للهجرة نحو أوروبا.

واكّد شاويش على أنّ مشكلة بدل الإيواء وتأمين سكن، هي من أكثر المشكلات التي يعاني منها القادمون من سوريا، مشيراً إلى أنّ عدّة تواصلات جرت مع وكالة "أونروا" منذ العام 2012، "وحاولنا إشعار الوكالة بأنّ اللاجئين القادمين من سوريا يقعون تحت مظلتها ولابد تبني أوضاعهم" حسب قوله، حيث أثمر ذلك عن تقديم مبلغ 125 دولار لكل عائلة كبدل إيواء جرى رفعها إلى 200 دولار بعد حرب عام 2014، قبل أن تقطعه نهائيا عام 2018 حتّى تاريخه.

وأضاف أنّ أزمة السكن صعبة الحل، نظراً  لعدم تبني أيّة مسؤول لقضيتهم،  لافتاً إلى أنّ المشكلة الأساسية تكمن في البطالة، حيث أنّه في حال تأمنّ لهم فرص عمل تُحل مشكلة السكن تلقائياً، وهو ما لا يعمل أي مسؤول على النظر به، وفق شاويش.

وفي تعليق على حالة اللاجئ محمد تميم التي أضاء عليها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في تقرير مصوّر من قطاع غزّة، أشار شاويش إلى أنّها حالة من بين حالات كثيرة أكثر صعوبة، وبعض أصحاب تلك الحالات اضطروا للخروج من القطاع.

وأشار إلى أنّ هناك لاجئين قادمين من سوريا، توفي آباءهم، لانعدام القدرة على نقلهم إلى الضفّة الغربيّة أو مصر لتلقي العلاج، و" ضاعوا  في الانقسام بين حكومة رام الله وحكومة حماس" حسب تعبيره.

ونفذ اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا و عادوا إلى قطاع غزّة، سلسلة من الاعتصامات خلال السنوات السابقة والعام 2021 الحالي، أمام مقر وكالة "أونروا" في غزّة للمطالبة بإعادة بدل السكن، فيما رُفعت مطالبهم في رسالة مطلبيّة لمدير عام الوكالة الجديد في غزّة  توماس وايت في آبد أغسطس الفائت، ولكن دون استجابة تذكر حتّى تاريخه.

 

 

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد