أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 من تشرين الثاني\ نوفمبر من كلّ عام، يومًا عالميًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي اقرّت فيه الجمعيّة قرار تقسيم فلسطين. وذلك لتذكير العالم أجمع بأن للشعب الفلسطيني حقوق  في إقامة دولته  المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وتقرير المصير وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم والتعويض عليهم، استنادًا للقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها القرارالأممي رقم 194.

وبعد 44 عامًا من هذا الإعلان، لا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت احتلال يصادر أراضيه ويهوّد مقدّساته ويأسر الآلاف من شعبه، فيما ملايين الفلسطينيين مشتتون في شتّى بقاع الأرض، أمّا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان فهم أكثر من يدفع ثمن تهجيره من أرضه بسبب حرمانه من حقوقه المدنية.

وعليه فإنّ شكل التضامن الحقيقيّ مع الشعب الفلسطيني يأخذ عدّة أشكال عمليّة، وليس فقط في الإعلانات والشعارات، ولا سيما بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، المحرومين من أبسط حقوقهم المدنيّة ولا سيما في العمل والتملّك.

هذا ما رآه مسؤول الجبهة الديمقراطية  في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، أحمد سخنيني، الذي دعا عبر بوّابة اللاجئين الفلسطينيين الدولة اللبنانية للإفراج عن الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، وشمول اللاجئين الفلسطينيين بكافة الخطط الصحية والإغاثية.

وأكّد سخنيني أن ظروف اللاجئين  الفلسطينيين لم تعد تحتمل مزيداً من المماطلة والتسويف وإدارة الظهر، مطالباً وكالة  "اونروا" بذات الوقت، الشروع بتوفير خطة طوارئ صحية وإغاثية وتربوية شاملة ومستدامة، والتراجع عن اتفاق الإطار وعدم استسهال معالجة العجز المالي بمزيد من التقليصات على حساب اللاجئين وحقوقهم.

وطالب سخنيني المجتمع الدولي بربط القول بالفعل، عبر تطبيق العدالة الدولية التي تقتضي إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني حسب ما نصت عليه القرارات الدولية ذات الصلة، والوقوف إلى جانب الشعب ومساندته وتأمين الحماية الدولية له في وجه آخر احتلال كولونيالي يمارس الإرهاب المنظم على مستوى الدولة في إطار دعم أمريكي - بريطاني غيرمحدود.

كما طالب المجتمع الدولي بتأمين الموازنات اللازمة لـ"أونروا" وتوفير موازنة ثابتة لها تخرجها من دائرة الابتزاز السياسي وحشد تمويل خاص لشمول لاجئي لبنان ببرنامج الطوارئ المعمول به في فلسطين وسوريا.

الشعب اللبناني متضامن مع حقوقنا بعكس حكومته

ورأى عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا خالد ابو النور، أنّ هناك تمايزاً واضحاً بين موقف الشعب اللبناني وحكومته فيما يخص التضامن مع العب الفلسطيني.

وقال لموقعنا:  "يجب ان نميز في لبنان بين الموقف الرسمي الحكومة اللبنانية والموقف الشعبي، الشعب يتضامن ويقف الى جانبنا أمّا الحكومة فهي بالظاهر تقف مع قضيتنا لكنّها بالجوهر هي مع تهجيرنا وليس عودتنا، لأنّ من يريد العودة يؤمّن للناس حقوقها الاجتماعية لتعيش بظروف اقتصادية و انسانية جيدة، لكن من يضيّق علينا هو مع تهجيرنا".

أمّا مشرفة روضة "الأقصى" في مخيم برج البراجنة  هلا مصرية فتقول: يعتصمون ويرفعون شعارات وهتافات كلّها غير مفيدة، نحن بحاجة الى أفعال على أرض الواقع فليزوروا مخيماتنا وينظروا إلى أوضاعنا، حياتنا مأساة بكل معنى الكلمة شبابنا بلا عمل مستقبلهم مجهول، نحن نريد أفعالًا نريد أن تكونوا عونًا لنا بشكل حقيقيّ".

بدورها  طالبت مسؤولة جمعية النجدة الاجتماعية وصال الجشي الدولة اللبنانية إقرار الحقوق المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان ومعاملتهم من منطلق انساني حتى العودة الى فلسطين، وأكّدت " نحن متمسكون بحق العودة مهما طال الزمن ومهما كانت ظروفنا ومعاناتنا".

أمّا اللاجئ الفلسطيني المقيم في مخيم شاتيلا محمد صالح، فرأى أنّ المواطن اللبناني اليوم أصبح يحتاج لمن يتضامن معه، وقال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ "اللبناني أصبح الآن بهمّه ويحتاج من يتضامن معه، بسبب تدهور أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية وأصبح مظلوماً مثلنا، حقوقه مهدورة مثلنا"

لكنّه أشار إلى أنّ الفلسطينيين  "الأكثر اضطهادا لأننا بلا أرض وغيرمعترف بهم كشعب ظُلم نتيجة مؤامرات ويجب أن تنظر الدول الى أوضاعنا وتسعى الى تحسينها".

 الانقسام عامل طرد للتضامن مع الشعب الفلسطيني

واعتبر العديد من الناشطين الذي استطلع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" آراءهم في أزقّة المخيّمات، أنّ الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، يؤثّر على تضامن الشعوب مع الشعب الفلسطيني.

ورأى اللاجئ الفلسطيني المقيم في مخيم مارالياس محمد صالح، أنّ وحدة الشعب الفلسطيني وتكاتفه هو من يفرض على جميع الدول الوقوف بجانبنا ومساندتنا ودعمنا. مؤكّدًا أنّ الانقسام هو عامل طرد للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

أما الناشط الفلسطيني سامر مناع، رأى  أنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني هو الايمان بالثوابت الوطنية الفلسطينية وخاصة العودة والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والايمان بأن فلسطين ستعود وانه لا يحق لاي مؤسسة أو فرد أو فصيل أو دولة التنازل عن شبر واحد من فلسطين.

أمّا ناصر خزعل اللاجئ الفلسطيني المقيم في مخيم برج البراجنة، رأى أنّ تطبيع الدول العربيّة مع كيان الاحتلال، مرحلة عنوانها تهميش التضامن مع الفلسطينيين، وقال "كنا نطالب الدول العربية بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة اليوم أصبحنا نطالبها بعدم التطبيع مع الاحتلال والانبطاح له".

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد