قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنّ الأشخاص ذوي الإعاقة واجهوا خلال عام 2021 صعوبة أكبر في ممارسة التدابير الوقائية بسبب وسائل الاتصال التي يتعذر وصولهم إليها والعوائق التي تحول دون الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة بسبب جائحة "كورونا".
وأوضحت "أونروا" في بيانٍ لها بمُناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، أنّه وفي العديد من السياقات، لم يتم النظر بشكل كاف إلى الأشخاص ذوي الإعاقة وإعطائهم الأولوية للحصول على الرعاية الصحية بسبب عدم فهم المخاطر المتزايدة التي قد يواجهونها والتصورات السلبية حول قيمتهم في المجتمع، كما كافح الأطفال ذوو الإعاقة في سبيل مواكبة التعلم عن بعد بسبب المنصات التي يتعذر وصولهم إليها والتي لا يتم تخصيصها دائماً وفقاً لاحتياجاتهم الخاصة، وهذه مجرد أمثلة لبعض العوامل التي أدت إلى تفاقم نقص الوصول إلى الخدمات التي واجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، وعملت على زيادة من اختفائهم، وزادت من تعميق استبعادهم من المجتمع.
وبيّنت "أونروا" أنّ العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين غالباً ما كانوا محاصرين في حلقة مفرغة من الفقر والإعاقة، بالفعل في وضع هش قبل جائحة كوفيد، لذلك لم يكن الكثيرون مستعدين لمواجهة الجائحة وما يرتبط بها من قيود على الحركة لأنهم كانوا يفتقرون إلى الموارد اللازمة لتخزين الإمدادات الغذائية والأدوية الأساسية، وقد كشفت نتائج تقييم لوكالة "أونروا" أجري في سوريا أن اللاجئين الفلسطينيين ذوي الإعاقة الذين شملهم الاستطلاع يفتقرون إلى الإمدادات والخدمات الطبية الأساسية، وفي غزة والضفة الغربية، واجه الأشخاص ذوو الإعاقة بالفعل صعوبات في الوصول إلى الخدمات والمعلومات، وقد أدت الجائحة إلى تفاقم هذا الوضع بشكل كبير بسبب الطريقة التي يتعذر الوصول إليها إلى حد كبير والتي تم من خلالها إبلاغ التدابير الوقائية المتعلقة بكوفيد-19.
وأشارت "أونروا" إلى أنّ الدراسات المسحية التي أجرتها المنظمات العاملة مع النساء والفتيات ذوات الإعاقة في الضفة الغربية وقطاع غزة أظهرت الحاجة الماسة للإرشاد النفسي، فقد أظهرت دراسة أجرتها اليونيسف في غزة أن 64 في المئة من الأطفال ذوي الإعاقة قد تعرضوا للعنف من قبل مقدمي الرعاية والوالدين الذين لم يتمكنوا من تحمل العبء الاقتصادي الناجم عن الجائحة، وفي الأردن، لم يكن لدى 46 في المئة من أسر اللاجئين الفلسطينيين التي لديها فرد من ذوي الإعاقة الوسائل اللازمة لشراء الأدوية.
ولفتت "أونروا" إلى أنّها قامت بتعديل عملياتها بسرعة من خلال توفير زيارات منزلية وتسليم المواد الأساسية لبعض عملائها الأشد عرضة للمخاطر، بمن في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، لضمان تحديد احتياجاتهم ومعالجتها، فإن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 قد جددت التزامنا تجاه ضمان تقديم المساعدة أولاً لأولئك الذين هم أكثر عرضة لخطر التخلف عن الركب، ونحن ندرك أنه لا يمكن القيام بذلك إلا من خلال اتخاذ خطوات واعية لتمكين الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الاستبعاد، وخلق مساحة يتم فيها سماع الأصوات وتكون المشاركة على قدم المساواة ممكنة.
وقالت إنّها في عام 2021، شرعت "أونروا" بمراجعة لسياستها الخاصة بشمول الإعاقة لضمان الإشارة صراحة إلى التمكين الجاد ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك لكي تعكس بشكل أفضل التزامنا المستمر بإشراك الرجال والنساء والفتيات والفتيان ذوي الإعاقة في أنشطتنا وخدماتنا الميدانية، وتؤكد السياسة المحدثة، والمتوافقة مع النهج القائم على الحقوق، على ضرورة التحديد المنهجي للأشخاص ذوي الإعاقة ولاحتياجاتهم، وللعوائق التي يواجهونها، مثلما تعترف بدور التقاطع في زيادة الضعف والمخاطر، وتلتزم بضمان أن الخدمات الأساسية تتكيف باستمرار مع الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة.