نظّمت الفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزّة، اليوم الخميس 6 يناير/ كانون ثاني، وقفة أمام مقر لجنة الصليب الأحمر الدولية بمدينة غزة، وذلك إسناداً للأسير المريض ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين الذي يُعاني من مرض السرطان ومن وضعٍ صحي متردٍ وخطير ويعيش على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وحمّلت الفصائل خلال الوقفة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير ناصر أبو حميد الذي تدهورت حالته الصحية ونقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات.
وأكَّد القيادي خالد البطش منسق القوى الوطنية والإسلاميّة في كلمة باسم الفصائل، أنّ المعركة مع العدو مستمرة وسندعم بكل قوة موقف الأسير ناصر أبو حميد، بعد أن جسدنا انتصاراً جديداً على الاحتلال بانتصار الأسير هشام أبو هواش، داعياً إلى وقف وإنهاء ملف الاعتقال الإداري.
وشدّد البطش على أنّ مسيرة الشعب الفلسطيني مستمرة ما دام الاحتلال متواجد على أرضه، وأنه لا سبيل لتحرير فلسطين إلا بالمقاومة، والصراع مع الاحتلال لم يتوقف ولن ينته ما دام متواجداً على أرضنا، ونحن مستمرون في مقاومتنا رغم قلة النصير ورغم التطبيع والتنسيق الأمني.
وفي جنين، شاركت فعاليات المحافظة في وقفة إسناد مع الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد بعد تدهور وضعة الصحي، حيث نظّمت الوقفة داخل خيمة الاعتصام الدائمة المخصصة للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال.
وخلال الوقفة، ردد المشاركون الشعارات الداعية لإسناد الأسرى وحمايتهم، ومطالبات بالإفراج عن الأسير أبو حميد، ورفعوا صور عدد من الأسرى.
من جهته، أكَّد مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين سياف أبو سيف، على ضرورة دعم الأسرى المرضى خاصة الأسير أبو حميد، والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناتهم والإفراج عنهم، مؤكدا مواصلة الجهود القانونية محلياً ودولياً لوقف هذه السياسة التعسفية.
وفي ختام الفعالية، سلّم المشاركون مندوبة الصليب الأحمر مذكرة احتجاج تجاه ما يجري من انتهاكات تعسفية بحق الأسرى.
ظهر اليوم، أكّد نادي الأسير الفلسطينيّ، أّن الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد (49 عامًا)، ما يزال خطيراً، وما يزال فاقدًا للوعي، وموضوع على أجهزة التنفس الاصطناعيّ، ونسبة المناعة لديه ضعيفة جداً، حيث تتعمد إدارة سجون الاحتلال فرض تعتيم على وضعه الصحيّ.
وأوضح النادي في بيانٍ له، أنّ ما يجري مع أبو حميد، هو نتاج لسياسات ممنهجة تعرّض لها على مدار سنوات اعتقاله، وعلى رأسها سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، بما فيها من أدوات تنكيلية، أبرزها المماطلة في تقديم العلاج له، وتشخيص المرض، لافتاً إلى أنّ أبو حميد ومنذ شهر آب/ أغسطس 2021، واجه تدهورًا خطيرًا على وضعه الصحي، وتبين أنه مصاب بورم على الرئتين، ولاحقاً ماطلت إدارة السّجن مجدداً في متابعة علاجه، واضطر الأسرى إلى تنفيذ خطوات احتجاجية لتوفير العلاج له، وعليه نقل إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية تم خلالها استئصال الورم، إلا أنّ الإدارة أعادته إلى السّجن قبل امتثاله للشّفاء، وبعد فترة وجيزة تعرض لتدهور إضافي على وضعه بعد اكتشاف تعرضه لخطأ طبيّ إذ جرى زراعة أنبوب لتفريغ الهواء من مكان العملية، لكن تبيّن لاحقاً أن الطبيب قام بزراعة الأنبوب في غير مكانه المناسب، ونقل مجدداً إثر ذلك إلى المستشفى، ثم أعيد للسجن، وقبل نحو خمسة أيام عانى من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتدهور وضعه الصحي ونقل مجدداً للمستشفى وما يزال حتى اليوم بوضع صحيّ خطير جدًا.
وأشار النادي إلى أنّ الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون حالة من القلق الشديد على مصير وحياة رفيقهم الأسير أبو حميد، وطالبوا مجدداً كافة جهات الاختصاص بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياته، وكذلك استمرار الإسناد الشعبي له ولعائلته.
والأسير أبو حميد المعتقل منذ عام 2002، أمضى قبل ذلك سنوات في سجون الاحتلال وتعرّض لعدة إصابات، وواجه ظروف اعتقالٍ قاسية كما كافة الأسرى، حيث يقبع في اسوأ السجون من حيث الظروف الصحية والحياتية وهو سجن "عسقلان"، وإلى جانبه مجموعة من الأسرى المرضى، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ أبو حميد محكوم بالسّجن 7 مؤبدات و50 عامًا، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اُعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.