نظّمت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية، اليوم الثلاثاء 18 يناير/ كانون ثاني، وقفة تضامنية مع الأسير المريض ناصر أبو حميد أمام مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين في مدينة البيرة بالضفة المحتلة.
وخلال الوقفة، رفع المشاركون صور الأسير أبو حميد، ورددوا الهتافات الداعية إلى الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير أبو حميد وباقي الأسرى المرضى وكبار السن.
بدوره، قال ناجي أبو حميد، شقيق الأسير خلال الوقفة، إنّ القلق على وضع ناصر ما زال يساور العائلة، رغم التقارير الطبية التي صدرت بالأمس حول التحسن الذي طرأ على وضعه.
ولفت إلى أنّ السبب الرئيسي الذي أدى لإدخال ناصر قسم العناية المكثفة في مستشفى "برزلاي" ما زال قائماً، وهو الالتهاب الجرثومي الذي أصاب رئتيه، مُبيناً أنّ شقيقه دخل في حالة غيبوبة نتيجة تأخر علاجه ونقله من السجن إلى المستشفى، حيث يجب أن يكون بالأساس، خاصة أن إعادته إلى السجن بعد جلسات العلاج الكيماوي التي أخضع لها بعد عملية استئصال ورم سرطاني في الجهة اليسرى من رئتيه، أدت لإصابته بالالتهاب.
من جهته، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إنّ الأنباء التي نقلت بالأمس حول التحسن الذي طرأ على وضع ناصر أبو حميد تحمل تفاؤلاً مبالغاً فيه، خاصة أن الأسير يعاني من مرض خطير وتعطلت رئتاه نتيجة إصابته بجرثومة أدت لهبوط المناعة لديه لمستوى صفر، ما أدى لدخوله في الغيبوبة.
وتابع فارس: يبدو أن جسد أبو حميد تفاعل بقدر ما مع الأدوية التي أعطيت له خلال الفترة الماضية، فعادت الرئتان للعمل بشكل جزئي بنسبة 30%، وهذا ينفي احتمالية إزالة أجهزة التنفس الاصطناعي، مُؤكداً على ضرورة أن تقدم جهة رسمية "إسرائيلية" للعائلة تقريراً مفصلاً عن حالته الصحية، وعدم الانزلاق إلى أنباء تخاطب العواطف وليس العقول.
صباح اليوم، قالت مؤسّسة الضمير لحقوق الإنسان في قطاع غزّة، أنّها تتابع عن كثب قضية المعتقل ناصر أبو حميد، ووجهت نداءً عاجلاً للسيدة تلالينج موفوكنج، المقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، والتحرك السريع واتخاذ الإجراءات الفورية والفعالة للإنقاذ حياة أبو حميد.
وأشارت الضمير في بيانٍ لها، إلى أنّ المعتقل ناصر محمد يوسف أبو حميد، البالغ من العمر (49 عامًا) من مواليد عام 1972، من مخيم الأمعري، المعتقل منذ 22/ نيسان2002، لا يزال في حالة غيبوبة منذ 12 يوماً، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين، نتيجة تلوث جرثومي، ويرقد الآن في العناية المكثفة في مستشفى "برزلاي الإسرائيلي" في غيبوبة، وبوضع صحي خطير نتيجة إصابته بسرطان في الرئة أيضاً، ووفقاً لمتابعات مؤسسات الأسرى وشهادة رفاقه بالسجن، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، واستمرت حالة المعتقل أبو حميد، المذكورة مدة شهرين، وزار خلالها عيادة السجن عدة مرات، إلا أنّ وضعه الصحي ازداد سوءاً".
وأكَّدت المؤسسة على أنّ سياسة سلطات الاحتلال تجاه المعتقل الفلسطيني أبو حميد تأتي في سياق سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها السلطات "الإسرائيلية" بحق المعتقلين والأسرى في السجون، وتعتبر انتهاكاً واضحاً يتنافى مع المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 و1990، والتي أكدت على حماية صحة السجناء والرعاية الطبية للأشخاص المحتجزين.
يُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، وقد كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم بالإضافة إلى ناصر عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اُعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما وتعرّض منزل العائلة للهدم خمس مرات، وكان آخرها عام 2019.