نفذ أهالي الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، ليل أمس الجمعة، تحركات تصعيدية، في مخيم البرج الشمالي، جنوبي لبنان، وسط تخوفات من أن يتأزم الوضع أمنياً، بين عوائل ضحايا حماس وأهالي المتهمين.
وعمد أهالي الموقوفين الأربعة، في قضية إطلاق النار على مشيعي جثمان المسؤول في حركة حماس حمزة إبراهيم شاهين، والتي أدت إلى سقوط 3 ضحايا ينتمون لحركة حماس، إلى إغلاق المدخل الرئيسي للمخيم عبر حرق الإطارات، مؤكدين على أنّ الأمور تتجه لتصعيد أكبر.
فتح: مساع تبذل لمنع تأزم الوضع في المخيم
موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تواصل مع قيادة حركة فتح، إلّا أنها فضلت عدم التعليق على الموضوع، "لما في الأمر درء من حصول أيّ فتنة أو استغلال في الموقف"، وفق تعبيرها، مكتفية بالقول: إنّ مساع تبذل لمنع تأزم الوضع في المخيم.
محمود دحويش، وهو والد أحد الموقوفين، قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ أهالي الموقوفين قد بدؤوا منذ ليل أمس الجمعة، تصعيداً مفتوحاً واعتصاماً عند مدخل المخيم الرئيسي، حتى تحقيق مطالبهم.
وأضاف دحويش: "مطالبنا كأهالي الموقوفين، هي إطلاق سراح أبنائنا، لأنهم بريئون من الجريمة التي ارتكبت في تشييع شاهين"، قائلاً: إن هنالك مشاهد مصورة تثبت كلامنا، وتوضح أنّ أبناءنا لم يكونوا موجودين في ساحة التشييع أثناء عملية إطلاق النار، إنّما وجدوا خارج الساحة.
وبحسب دحويش فإن "القتلة معروفون للجميع، وما زالوا موجودين في المخيم، وهم يسرحون ويمرحون فيما الأبرياء مرميون في السجون".
وأشار دحويش، إلى أنّ أهالي الموقوفين يرفضون "أن يتمّ نعتنا بالعصابات، أو أننا نرغب بإشعال المخيم وحمل البندقيات ضد بعضنا البعض، نحن لسنا كذلك، إنما نحن أهالي لنا مشاعر وقضية، وعليه نحاول الضغط على الرأي العام، وقيادات الفصائل والمشايخ واللجان، للعمل على حلّ قضيتنا".
هذا وقد زود أهالي الموقوفين، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بمقطع مصور، يظهر فيه أنّ 3 من الشبان الموقوفين يقفون عند مدخل القاعة، وبعيدين عن موقع إطلاق النار، وفقًا لقول الأهالي.
فيديو يقول أهالي الموقوفين إنه يثبت براءة أبنائهم
اللجنة الشعبية: تحركات أهالي الموقوفين أمر مشروع لهم دون أن يضيقوا على أهالي المخيم
من جهته، مسؤول في اللجنة الشعبية، فضل عدم الكشف عن اسمه، "بسبب حساسية الموقف"، أكد أنّ اجتماعًا قد عقد أمس الجمعة، حضرته الفصائل الفلسطينية كافة، واتفق فيه على تهدئة الأوضاع في المخيم، وأن يترك القضاء كي يأخذ مجراه، ويحدد من هو القاتل.
وبحسب المسؤول في اللجنة، فإن "اللقاء اتسم بالإيجابية، فيما تمّ الإتفاق كذلك على تعيين محامين للشباب الأربعة، لمتابعة قضيتهم".
وعلّق المسؤول حول تصعيد أهالي الموقوفين، قائلًا: أن يعمد الأهالي إلى الاعتصام، أو الإضراب، أو القيام بالتحركات الشعبية، هو أمر مشروع لهم، إلّا أنّه يجب أن يبقى ضمن الأطر القانونيّة وأن لا يتمّ الاعتداء أو التضييق على أهالي المخيم".
واتهم المسؤول أطرافًا لم يسمها بـ "العمل على إثارة الفتنة داخل المخيم، بل وإشعاله أيضاً لما في ذلك مصالح خارجية، إلّا أننا واعين لذلك، ونعمل مع الفصائل على التهدئة والتوعية، فيما أهالي الموقوفين هم كذلك قد أكدوا مرارًا رفضهم للفتنة".
حماس: نرحب بكل المبادرات لتهدئة الأوضاع
من جهتها، التقت حركة حماس، أول من أمس الخميس، بعوائل ضحايا عملية إطلاق النار، مطلعة إيّاهم على مستجدات الوضع القضائي والسياسي للقضية.
وفي بيان للحركة، أشارت فيه، إلى أنّها ترحب بكلّ المبادرات التي تتحرك لتهدئة الأوضاع، والتي تؤكد على الأمن والاستقرار في المخيم، وأنّ الحركة كذلك حريصة على عدم توتير الأوضاع على الرغم من الاستفزازات المتكررة، وفقًا لتعبيرها.
وطالبت الحركة، "تسليم كافة المتهمين، للتحقيق معهم، والوصول إلى معرفة القتلة المجرمين، وإنزال أشدّ العقوبات بحقهم".
يذكر أنّ، إطلاق نار، قد جرى، على تشييع القيادي في حركة حماس حمزة إبراهيم شاهين، عقب إشكال بين المشيعين، أدى لسقوط 3 ضحايا ينتمون أيضاً لحركة حماس، وعلى إثرها اتهمت حركة حماس، في بيان لها، الأمن الوطني الفلسطيني بارتكاب مجزرة، وحملته المسؤولية المباشرة عن "جريمة قتل واغتيال متعمد"، كما حملت السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة.