(من البرج لجنين شعب واحد ما بلين) (وحدة وحدة وطنية بالانتفاضة الشعبية) هتافات رددها عشرات اللاجئين الفلسطيين في مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت أزقة المخيم في الظلام نتيجة انقطاع الكهرباء.
المظاهرة جاءت تضامناً مع جنين ومخيّمها، شماليّ الضفة الغربية، في ظل الاستهداف الإسرائيلي لهما عقب عمليات خرج منفذوها من جنين.
وتأتي هذه المظاهرة في سياق تفاعل متكرر الحدوث من قبل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع الأحداث داخل فلسطين، ويظهر جلياً مع كل عملية تنفذ في الداخل المحتل أو اعتداء يرتكبه الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.
ولعل اللافت في مظاهرة الأمس كما كل الفعاليات التي تشهدها مخيمات الفلسطينيين في لبنان هو الدعوة المتكررة لإنهاء الانقسام السياسي المتواصل منذ 15 عاماً في الساحة الفلسطينية والذي يراه معظم اللاجئين الفلسطينيين سبباً في تكريس أزماتهم خلال اللجوء وأيضاً طعناً في طموحات الشعب الفلسطيني في كل اماكن وجوده.
خلال المظاهرة وجّه عضو حركة فتح في مخيم برج البراجنة صلاح الهابط تحية إلى الفلسطينيين في مخيم جنين، وقال لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن العمليات التي ينفذّها المجاهدون في فلسطين وفي جنين على وجه الخصوص هي دليل على أنّ الاحتلال بكل عتاده العسكري أضعف من إيمان وعزيمة أبناء فلسطين، مطالباً كافة القيادات الفلسطينية بكل انتماءاتها بالوحدة الوطنية ليتوحد الشعب الفلسطيني تحت راية العلم الفلسطيني، بحسب تعبيره.
ويرى المسؤول السياسي لحركة حماس في بيروت أبو خليل قاسم أن "الشعب الفلسطيني اليوم يعيش عصر الانتصارات، فالعدو الذي لم يستطع هزيمة غزة المحاصرة، هو أضعف من أن ينتصر، بل هو يعيشه أيامه الأخيرة، لأن الزمن هو زمن المقاومة، زمن التحضير للعودة، الزمن الذي سنترك فيه مخيماتنا للذكرى، ونعود إلى عكا وصفد وحيفا ويافاوطبريا، وكل قرانا ومدننا التي هُجرنا منها" بحسب قوله.
يضيف قاسم: "منذ أكثر من مائة عام نقاوم، قدم شعبنا أكثر من مائة ألف شهيد، لكننا اليوم أقوى من أي وقت مضى، وعدونا أضعف من أي وقت مضى، أضعف في بنيانه الاجتماعي، أضعف في محيطه مهما خُيل إلى البعض بأن التطبيع الفاجر سيوهبه قوة، فالتطبيع أثبت أن الأمّة ترفض هذا المسار".
التضحيات توحد الشعب الفلسطيني لذا إنهاء الانقسام واجب
من جهته قال عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أحمد سخنيني:إن الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة خرجوا ليعبروا عن وحدة الموقف ووحدة المواجهة ووحدة الحقوق رغم تعدد المنافي والشتات ورغم تعدد النكبات، وخرجوا ليقولوا: إن هذا الاحتلال لن يبقى بدون ثمن.
وطالب سخنيني القيادة الفلسطينية بتشكيل "القيادة الوطنية الموحدة المُقاومة الشاملة"، مؤكّدًا ان استعادة الوحدة الداخلية هي ضرورة لازمة لأن الشعب ما زال موحّداً في ميادين المواجهة وموحداً في التضحيات التي يقدمها، سواء في مخيم جنينأ وباب العامود أوالقدس أو سائر أنحاء الضفة وغزة، وفي الأراضي المحتلة عام 1948وفي سخنين وعرابة وكل مناطق وجوده.
نشاهد العمليات الفدائية عبر الشاشات ونشعر بالحسرة لأننا في الشتات
في هذا السياق، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية حسام ياسين: "نحن شعب واحد مخيمات لبنان وفلسطين شعب واحد لا يتجزأ ،نحن بوقفتنا هذه نعطيهم دعماً وهذا هو واجب الفلسطينيين في الشتات.
من جهتها قالت الباحثة في تاريخ فلسطين خلود حسين: نحن كلاجئين فلسطينيين مطلبنا واحد منذ سنوات الوحدة والنضال والمقاومة حتى التحرير، نحن بصرختنا وتضامننا مع شعبنا نقول: لن نتخلى عن شعبنا وحقّنا بالعودةلأرضنا".
اللاجئ الفلسطيني باسم نصّار الذي ردد بعده المتظاهرون الهتافات، قال لموقعنا: "وقفتنا الرمزية اليوم هي لإيصال رسالة إلى العالم كله بأن الشعب الفلسطيني في الشتات لم ولن يسكت عن حقّه رغم كل الظروف، اليوم اللاجئ الفلسطيني يتمنى أن يقاتل مع اخوته الفلسطينيين في فلسطين ليكون سندًا وعونًا لهم".
ودعا اللاجئين إلى التحلّي بالوعي لأن ما يحدث في فلسطين "يستحقّ منّا الكثير وأقل واجب هو التعبير بصوتنا ووقفتنا، نحن مستعدون لنضحّي بأنفسنا نحن نشاهد العمليات الفدائية في فلسطين خلف الشاشات ونشعر بالحسرة لاننا في الشتات، نأمل أن تفتح لنا الحدود لنقاتل معهم، وهذه البطولات التي يسطّرها شعبنا ضد الاحتلال هي مفتاح النصر وقريبًا سندخل أرضنا".
جنين اليوم تجمع بين آيتين كُتِب عليكم الصيام وكُتِب عليكم القتال، بهذه العبارة عبّرت اللاجئة الفلسطينينة منى يونس، التي قالت "نستودعجنين اهلها وارضها وشعبها والنصر حليفها،نحن شعب لا نركع الا لله ندعو الله بالثبات والنصر لأهلنا في فلسطين ،اسرائيل ستزول منالوجود حتمًا"، وطالبت يونس القيادات والفصائل الفلسطينية بوحدة الصف وعدم تسليم والد الشهيد والوقوف بجانب المقاومة ومدّها بالعتادوالقوّة.