شهدت ألمانيا أمس الثلاثاء 17 أيّار/ مايو، وقفتان احتجاجيتان، إحياءً للذكرى 74 للنكبة الفلسطينية، واستنكاراً لاغتيال  الصحفية  الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي،  احداها أمام مقر سفارة الكيان الإسرائيلي في العاصمة برلين، بتنظيم هيئات وأحزاب ألمانية ومشاركة الجالية الفلسطينية.

وجاءت الوقفتان، رغم قراراتخذته السلطات الألمانية، بمنع منح ترخيص للمؤسسات فلسطينية على أراضيها لإقامة مظاهرات وفعاليات، في ذكرى النكبة الفلسطينية، لمدّة أسبوع، ودخل حيّز التنفيذ منذ الجمعة الفائت 13 أيّار/ مايو، حتّى الجمعة المقبل 20 من ذات الشهر.

وأبرز الوقفات التي تحدت قرار المنع، نظمها المركز الألماني- العربي للديمقراطية وحقوق الإنسان، فرع برلين، أمام مقر سفارة الكيان الإسرائيلي في العاصمة الألمانية.

 

9-2.jpg

9-1.jpg

وتفاعلت الجالية الفلسطينية ومؤسسات فلسطينية مع الوقفة، ومنها اتحاد المرأة الأوروبي الفلسطيني، واتحاد الشباب الديمقراطي الأوروبي الفلسطيني " شباب" وعدد من المؤسسات الأخرى، حيث تجمّع عشرات الفلسطينيين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية أمام مقر السفارة، رافعين الأعلام الفلسطينية ويافطات نددت بجريمة الاحتلال باغتيال أبو عاقلة، وأخرى استذكرت نكبة الشعب الفلسطيني.

  وقال اتحاد "شباب" في بيان له: إنّ الجالية الفلسطينة في برلين عبّرت عن إدانتها خلال الوقفة، للجريمة الصهيونية، "ونبعث رسالة لمن تضامن مع اللوبي الصهيوني وأصدر قرار الحظر، بإقامة المظاهرات في ذكرى النكبة أنكم  لن تستطيعوا إسكات صوتنا وها نحن هنا نصرة لفلسطين ولشهيدتنا شيرين".

وفي مدينة "نورنبرغ" جنوب ألمانيا، نظم اتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني، وقفة حاشدة، بدعم وحضور ملحوظ من قبل قوى وأحزاب المانيّة، إحياءً لذكرى النكبة، وتنديداُ باغتيال الصحفية أبو عاقلة.

9-3.jpg

وشارك في الوقفة، ممثلون عن الأحزاب الألمانية، والجاليات العربية، والمنظمات النسوية والشبابية، وحشد من أبناء الجالية الفلسطينية واللاجئين في المدينة.

وفي كلمة باسم حزب "تودين هوفر" الألماني، قال عضو الحزب يونس أبو زاهر :إن الشعب الفلسطيني يعيش النكبة يوميًا في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، فيما شهدت الأيام الأخيرة أحداثاً ساخنة، تحديدًا في جنين، حيث استشهدت الصحفية شيرين أبو عاقلة بطلقة نارية في رأسها، وذلك بشكل مقصود ومتعمد.

وأضاف أبو زاهر: إن الصحفية الشهيدة كانت شخصية محبوبة وقدوة، وعملت طوال سنوات عملها على فضح جرائم الاحتلال في الأراضي المحتلة، حيث أصبحت تمثل لهم كابوس لنقلها حقيقة هذا الكيان المجرم العنصري الفاشي"

وانتقد أبو زاهر، وسائل الإعلام الألمانية لـ "تجاهلها التام لما حدث في البداية ومن ثم تبني الرواية الصهيونية" واعتبر أنّ تغطيتها تبرز "رواية القاتل"، إضافة إلى ازدواجية معايير السياسيين وصناع القرار الألمان بما يتعلق بفلسطين، وتساءل "ماذا لو كان الأمر يتعلق بأوكرانيا وروسيا ؟!."

وشرح أبو زاهر في كلمته، حول سياسة الاحتلال الاسرائيلي العنصرية ضد أصحاب الأرض، بداية من قوانينه العنصرية مثل قانون القومية، وقانون أملاك الغائبين الذي تم إيجاده لسرقة أملاك الفلسطينيين وتحويلها إلى أملاك لمستوطنين جاؤوا مما وراء البحار بدون أدني حق، وليس آخرها سياسة هدم البيوت والقتل والتهجير والحبس الإداري.

كما ألقى الدكتور "ابراهيم اللدعو" كلمة باسم الجالية الفلسطينية، أكّد فيها على تمسّك الشعب الفلسطيني بحق العودة وفقًا للقرار الأممي 194 الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما شهدت الوقفة، مشاركة من قبل الجالية التركيّة،  حيث قال ممثلها رجب يلدريم  في كلمة له: "إنه لا بد من الوقوف بمسؤولية عالية أمام استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وكشف الحقيقة أمام العالم في ظل عمليات القتل والاعتقال والتدمير التي يعيشها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة دون أن نجد أصواتًا تضامنية سواء من قبل الصحفيين وأصحاب الرأي الذين نجدهم يكتبون في مواقف معينة، على عكس ما نراه اليوم من صمت غريب".

وأشار يلدريم، إلى واقع الممارسات الإسرائيلية العنصرية التي مورست ضد أهالي مدينة القدس خاصة خلال شهر رمضان، من عمليات اقتحام متكرر ومتواصل، وتعدي واضح على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية، وتم خلالها الاعتداء على الأطفال والنساء وكبار السن.

واستهجن يلدريم من الطريقة التي يتعامل بها العالم مع فلسطين قائلًا: "عندما يواجه شاب فلسطيني دبابة إسرائيلية بحجر فهو إرهابي، أما عندما يلقي الأوكراني المولوتوف فهو بطل، الحرب في كل مكان سيئة وقذرة، لذلك يجب أن نتعامل معها في كل مكان بنفس الطريقة، والغريب أن التضامن يزداد مع أوكرانيا مقابل أن الجميع يصمت عندما يتعلق بفلسطين".

وكانت السلطات الألمانية، قد أصدرت قراراً يوم 12 أيار/ مايو، بحظر كافة الأنشطة والتجمعات الفلسطينية والفاعليات المزمع إقامتها في العاصمة الألمانية برلين، لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، ما أدّى إلى مرور يوم الذكرى في 15 من الشهر الجاري، دون إقامة فاعليات مركزيّة، فيما شهدت عدّة مدن وعواصم أوروبية فاعليات حاشدة إحياءً للذكرى.

9-5.jpg
9-6.jpg
9-4.jpg
وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد