اعتقلت السلطات الهولندية أمس الثلاثاء 24 أيّار/ مايو، الفلسطيني مصطفى الداهودي، وهو أحد عناصر ميليشيا " لواء القدس" الوالية للنظام السوري، المتهمة بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في سوريا.
والداهودي، من أبناء مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب شمال سوريا، من مواليد 1988، انتسب إلى "لواء القدس" عام 2013، وعمل مساعداً لقادته الميدانيين، وشارك في عمليات الميليشيا في إطار قمع الانتفاضة السوريّة.
وجاء اعتقال الداهودي، بناء على شكوى قانونية، تقدم بها "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" حيث قام فريق الجرائم الدولية لدى الشرطة الهولندية بإلقاء القبض على المشتبه به البالغ من العمر "34" سنة في مدينة "كيركراده" و أحالته إلى قاضي التحقيق بتهم تتعلق بالاشتباه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في سوريا في السنوات الماضية. حسبما أعلن المركز.
وبحسب ما نقلت " مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" فإنّ الداهودي خلال فترة عمله مع الميليشيا، "اتهم ببيع أسلحة ثقيلة لتنظيم داعش وأسلحة روسية للأكراد، الأمر الذي أدى لخلاف مع محمد السعيد قائد لواء القدس وأحد مؤسسيه."
وأضافت، أنّه " كان يمتلك مستودعات مليئة بالمسروقات، كما تحتوي شقته الواقعة في الشارع الجنوبي للمخيم على أسلحة وذخائر وقذائف هاون صاروخية اصيب أحد العمال في منزله نتيجة انفجار إحداها عام 2016، لتصدر بعدها قيادة لواء القدس مذكرة توقيف بحقه بتهم تتعلق بالقتل الميداني والسرقة، وذلك بسبب الخلافات بين قادة اللواء التي أفضت إلى اعتقال مسؤوله المباشر سامر رافع ".
وأضافت، أنّ الداهودي، استطاع في العام 2020 الإفلات من "لواء القدس" والأجهزة الأمنية السورية والدخول إلى الأراضي التركية، وبعدها انتقل إلى اليونان ومن ثم استقر في هولندا، لتلتحق به عائلته مؤخراً. بحسب ما أوردت المجموعة.
تجدر الإشارة، إلى أنّ هذا الاعتقال هو الثاني من نوعه، لعنصر فلسطيني في ميليشيا موالية للنظام السوري في أوروبا، بعد اعتقال السلطات الألمانية في آب/ أغسطس من العام 2021 الفائت، العنصر في ميليشيا "حركة فلسطين حرّة" موفق دوّاه في العاصمة برلين، ووجّه مكتب المدعي العام الفدرالي لدواه تهمة ارتكاب جرائم حرب في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
الجدير بالذكر، أنّ ما يُعرف بـ"لواء القدس" وبعض الميليشيات الموالية للنظام التي نشأت في سياق الحرب السوريّة، تعمل على تجنيد اللاجئين الفلسطينيين، مستغلّة واقع الفقر والبطالة، وفق ما وثّق تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في وقت سابق.