قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، إنّ حقوق اللاجئين الفلسطينيين، هي حقوق غير قابلة للتفاوض، وما زلت ملتزماً التزاماً عميقاً بحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في حياة كريمة على النحو المنصوص عليه في تفويض "أونروا".
وقال لازاريني في رسالةٍ وجهها للاجئين واللجان الشعبيّة، إنّ الحصول على خدمات الصحة والتعليم وشبكة الأمان الاجتماعي وغيرها من الخدمات الحيوية الأخرى تساهم بشكلٍ مباشر في إعمال الحق في حياة كريمة، والحفاظ على الوصول إلى هذه الخدمات هو أمر أساسي للحفاظ على حق اللاجئين الفلسطينيين في حياة كريمة.
كما أكَّد لازاريني أنّ الأولوية والخيار المفضل لوكالة "أونروا" - وسيظل دائماً - هو تلقي أو تأمين أموال كافية للسماح لها بتقديم جميع خدماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عملياتها الخمسة، وإن النقص الحاد في تمويل "أونروا" والنقص الكبير المتوقع يعرضان قدرة "أونروا" على الحفاظ على جميع الخدمات للخطر.
ولفت إلى أنّ الإدارة العليا لوكالة أونروا" لا تدخر جهداً مع المانحين الحاليين والمحتملين لجمع الأموال وإيجاد سبل لمواصلة تشغيل المدارس والمراكز الصحية وشبكة الأمان الاجتماعي وغيرها من الخدمات الحيوية وفي حالة وجود عجز مهم يهدد بفرض تعليق الأنشطة الحيوية، وأحد البدائل التي يجري استكشافها هو قيام "أونروا" بتعزيز الدعم القائم بالفعل من قبل وكالات الأمم المتحدة الأخرى لخدمات محددة حيث تتمتع وكالات الأمم المتحدة الأخرى هذه بالخبرة وإمكانية الوصول إلى الأموال.
كما أكَّد أنّه لن يكون هناك نقل للمسؤولية إلى كيانات أخرى، وستظل "أونروا" هي الوكالة الأممية الوحيدة التابعة للأمم المتحدة المكلفة من قبل الجمعية العامة بتنفيذ الولاية المسندة إليها، واللاجئون الفلسطينيون هم من بين أكثر المجتمعات تهميشاً في المنطقة ولا يمكنهم تحمّل تكاليف تعريض وصولهم إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الحيوية للخطر.
وتابع لازاريني: أنا أدرك تماماً التطورات المثيرة للقلق في المنطقة والتصعيد المحتمل، كما أنني على اتصال دائم مع اللاجئين الفلسطينيين خلال لقاءاتي مع مجتمع اللاجئين وزملائي في "أونروا" في جميع أنحاء المنطقة، وشاهد على التحديات اليومية الهائلة التي يواجهها لاجئو فلسطين، في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ولكن أيضاً في غزة والأردن ولبنان وسوريا، وهذه أطول حالة لاجئين لم تحل، والمشقة هائلة، أراها كل يوم وأصفها في جميع اجتماعاتي مع ممثلي المجتمع الدولي.
ولفت إلى أنّه في جميع تفاعلاته مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يؤكّد مجدداً أنّ "أونروا" هي شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، خاصّة وأنّها توفّر لهم خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية، وتسهم القدرة على التنبؤ التي تمثلها الخدمات في الشعور بالاستقرار في منطقة شديدة التقلب، وأكرّر التأكيد على أنّ وضع اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم لا تزال دون مساس، وإذا كان هناك تغيير في طريقة تقديم الخدمات، فإنّ هذا التغيير لا يؤثر على وضع اللاجئين الفلسطينيين كما هو محدد بموجب القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأي تغيير في ولاية "أونروا" لا يمكن أن يحدث إلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي ليس من اختصاصي، بصفتي المفوض العام لوكالة "أونروا"، التحريض على مثل هذه التغييرات.
وفي وقتٍ سابق اليوم، طالبت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا فيليب لازاريني، بالتراجع عن فكرته بإحالة بعض صلاحيات "أونروا" إلى مؤسّسات أممية أخرى تمهيداً لتفويضها لاحقاً للدول المضيفة.
وأكَّدت لجنة المتابعة في بيانٍ عقب اجتماعٍ لها، على رفضها مع كل مكونات الشعب الفلسطيني عن هذه التوجهات، وعبّرت عن ادانتها لأية محاولات من إدارة "أونروا" للتذرّع بالأزمة المالية المفتعلة لتفويض الصلاحيات ونقل الخدمات أو احالة تنفيذها لأية جهة في مخالفة واضحة لقرار تفويض الوكالة رقم ٣٠٢ الذي ينص على أن تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين حصراً في "أونروا".
أعلن لازاريني في تصريحاتٍ له عن استنفاذ "أونروا" لقدرتها على الاستمرار في تقديم خدمات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين بذات المستوى والجودة المعتادة.
كما تحدّث لازاريني عن آليات وصول وتقديم خدمات الوكالة للاجئين الفلسطينيين من خلال بناء شراكات مع مؤسّسات تقدّم الخدمات للاجئين نيابة عن وكالة "أونروا".
وقوبلت تصريحات لازاريني برفضٍ واسعٍ في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات وكالة "أونروا" الخمس، إذ اعتبرها اللاجئون أنّها مقدّمة للتخلي عنهم من قبِل الشاهد الوحيد على نكبتهم منذ العام 1948، فيما دعت جهات فلسطينيّة رسميّة وشعبيّة المفوّض العام لوكالة "أونروا" للتراجع الفوري عن هذه التصريحات والعدول عن توجّهاته التي تحدّث عنها عن بشأن خدمات اللاجئين.