ودّعت مدينة جنين ومخيّمها في الضفة الغربية المحتلّة، شهداءها الثلاثة، الذين ارتقوا إثر اغتيالهم من قبل قوّة إسرائيلية خاصّة فجر اليوم الجمعة 17 حزيران/ يونيو، وذلك في تشييع حاشد، على وقع هتافات دعت إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال.
وانطلق التشييع، من أمام مشفى جنين الحكومي، وسار المشيعون باتجاه المسجد الكبير، حيث أديّت صلاة الجمعة ثم صلاة الجنازة على جثامين الشهداء، قبل الانطلاق لمواراتهم الثرى في مقبرة شهداء مخيّم جنين.
وشهد التشييع، مشاركة شعبية غفيرة، على وقع هتافات طالبت بالثأر للشهداء، وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية الشهداء الثلاثة وهم: براء كمال محمد لحلوح (22 عاماً) من مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، وليث صلاح أبو سرور (23 عاماً) من المدينة، وهو شقيق الشهيد علاء أبو سرور، ويوسف ناصر أبو صلاح (20 عاماً)، وهو مطلوب وأسير محرر وشقيقه الشهيد سعد ووالده جريح ويعاني من إعاقة.
وتسللت قوّة خاصّة من جيش الاحتلال فجراً، إلى الحي الشرقي لمدينة جنين، وأطلقت النار باتجاه سيارة كانت تقل الشبّان الثلاثة، ما أدّى إلى استشهادهم على الفور، حسبما نقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان، في عملية وصفتها حركة "حماس" والفصائل بعملية الاغتيال الجبانة.
وخلال التشييع، أكّد كمال لحلوح والد الشهيد براء لحلوح، تلقيه تهديداً بقتل ابنه من قبل جهاز "الشاباك"، التي قامت باستدعائه والتحقيق معه، والطلب منه تسليم ابنه لكونه مطلوباً.
وقال في تصريح لإحدى شبكات الإعلام المحليّة خلال التشييع، إنّ "الشاباك" طلب منه جلب ابنه براء، فأجابهن بأنّه لا يستطيع جلبه، قالوا له " منقتله ومنيجي منهدلك الدار" وتحدث عن دور الأمن الوقائي في تقديم ملف ابنه لجهاز " الشاباك".
وتشهد الضفة المحتلة ومُخيّمات اللاجئين فيها منذ شهور تصعيداً عسكريّاً صهيونيّاً هو الأكبر منذ سنواتٍ طويلة في الضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة واعتقال مئات الفلسطينيين.