فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قرّرت المحكمة العليا الصهيونية في القدس المحتلة، مساء الاثنين 23 كانون الثاني، بأغلبية قاضيين مقابل واحد، قبول الالتماس الذي يُطالب بتحرير جثمان الشهيد أبو القيعان، وعُلم أنه سيتم تشييع جثمان الشهيد في الساعة الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء 24 كانون الثاني من أم الحيران إلى جورة النقب، دون أي تحديد لعدد المشاركين.
وكانت جلسة الالتماس التي عُقدت بشأن تسليم جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان، انتهت دون التوصل إلى اتفاق، على أن تُصدر المحكمة العليا الصهيونية قرارها عبر البريد الإلكتروني.
ونظرت المحكمة في التماس قدّمه مركز "عدالة" ومؤسسة "الميزان" باسم زوجة الشهيد يعقوب أبو القيعان والنائب طلب أبو عرار الجمعة الماضية، يُطالب شرطة الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد إلى عائلته لدفنه بشكل فوري ودون أي قيدٍ أو شرط.
خلال الجلسة، أمهلت هيئة القضاة نيابة الاحتلال وعائلة الشهيد مدة ساعة للتوصل إلى اتفاق بشأن تسليم جثمان الشهيد، وإذا لم يتم ذلك فتُصدر المحكمة قراراً نهائياً من جانبها، وجاء التأجيل أيضاً حتى يتمكّن القاضي من معاينة المواد السريّة التي قدّمتها النيابة العامة للمحكمة.
وطالبت شرطة الاحتلال مجدداً نفس الشروط، الأمر الذي رفضه الدفاع، واقترح أن تكون الجنازة في ساعات الصباح وأن تكون لمدة لا تزيد عن ساعتين، وأن يتعهّد النواب من القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العربية بتنظيم الجنازة والتعهّد بألا يكون مواجهات أو "أي أعمال شغب" خلال الجنازة، إلا أن نيابة الاحتلال رفضت هذا الاقتراح.
وكانت عائلة الشهيد رفضت مُسبقاً شروط شرطة الاحتلال التي تقضي بدفن جثمان الشهيد ليلاً بحضور عدة أشخاص فقط.
ورفضت نيابة الاحتلال في ردّها المقدّم للمحكمة العليا قبل مهلة هيئة القضاة، تسليم جثمان الشهيد أبو القيعان، مؤكدةً أن عملية الدهس كانت مُتعمّدة وأن هناك خشية حقيقية من اندلاع مواجهات خلال الجنازة، وطلبت من المحكمة رفض الالتماس المقدّم لها.
وجاء في الالتماس أن "حق كل إنسان بالدفن الفوريّ وبشكلٍ لائق يحفظ كرامته هو جزء لا يتجزأ من حقه بالكرامة، حيث أن كرامة الإنسان ليست فقط كرامة الإنسان وهو على قيد الحياة، وإنما أيضاً كرامته بعد وفاته. وحق الإنسان الميت وحق أقربائه، في هذا السياق، بالكرامة قد تم الاعتراف به قضائياً كجزء من حق الإنسان الدستوري بالكرامة."
في سياق متصل، أعلن محامون وحقوقيون فلسطينيون عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة العليا الصهيونية في القدس المحتلة عصر الاثنين، ومن ثمّ التواجد داخل قاعة المحكمة لحضور الجلسة دعماً وإسناداً لطاقم المحامين الذين يترافعون باسم عائلة الشهيد أبو القيعان.
استمرار التحرك الفلسطيني في الأراضي المحتلة
لم تتوقف التحركات الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 خلال الأيام الماضية، احتجاجاً على سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وقتل الشهيد أبو القيعان، إذ خرجت تظاهرات شعبية ووقفات في عدة مناطق، بالإضافة إلى التظاهرات الطلابية في عدة جامعات.
في سياق متصل، أصدر الحراك الشبابي في النقب المحتل بياناً يدعو فيه للمشاركة في التظاهرة التي ستُقام عند مفرق السقاطي الثلاثاء 24 كانون الثاني، جاء فيه "استمراراً للهبّة الشعبيّة المباركة، وفي ظل التعنّت المتواصل الذي تمارسه شرطة وحكومة الاحتلال، حيث ما زالت تحتجز جثمان الشهيد بعد جريمتها البشعة التي ارتكبتها في قرية أم الحيران والتي راح ضحيّتها الشهيد يعقوب أبو القيعان، وهدمت بيوت الآمنين وتركتهم في العراء، والاعتداء الأرعن على الأهالي، ندعوكم للمشاركة في التظاهرة الحاشدة على مفرق السقاطي يوم الثلاثاء الساعة الرابعة عصراً للمطالبة بتحرير جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان ورفضاً لسياسات التشريد والهدم التي تطل كل قرانا."
يُذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية أم الحيران في النقب المحتل، فجر الأربعاء الماضي، برفقة جرافاتها لهدم منازل الفلسطينيين في القرية، ما أدى لاندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال وأهالي القرية، وأطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه الشهيد يعقوب أبو القيعان في سيارته ما أدى إلى استشهاده بزعم تنفيذ عملية دهس أدت إلى مقتل جندي صهيوني.