ناشد لاجئ فلسطيني في سوريا من خلال رسالة وصلت لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الإضاءة على أوضاع أسرته من فاقدي الأوراق الثبوتية، وعالقة عند الحدود السورية الأردنية منذ العام 2012.

وقال اللاجئ " ب. خ" الذي طلب عدم ذكر اسمه كاملاً في الوقت الراهن، إنّهم في العام 2012 وأثر اندلاع الاحداث في سوريا، نزحت العائلة كما الكثير من السوريين والفلسطينيين بحثاً عن مكان آمن، وتوجهوا إلى الأردن عسى ان يجري إدخالهم إلى مخيّم الزعتري للنازحين، الذي أنشأته الحكومة الأردنية لاستقبال النازحين من سوريا، الّا أنّ السلطات الأردنية رفضت ادخالهم.

وأضاف اللاجئ، الذي كان يقطن مع عائلته في منطقة زملكا بريف العاصمة السورية دمشق، والتي طالها القصف والأحداث المدمّرة، إنّهم لم يجدوا مكاناً ليعودوا إليه، في وقت طردتهم السلطات الأردنية ولم يجدوا ملجأً سوى قرية "المناعية" في محيط مدينة درعا، جرى استقبالهم فيها من قبل أهلها ويعيشون الآن داخلها منذ ذلك التاريخ.

وأضاف، أنّ السلطات الأردنية منذ ان عرفت أنهم فلسطينيون من "جماعة أيلول الأسود" أنذرتهم بالابتعاد، والّا ستخبر عنهم الجيش السوري ليعتقلهم، ما اضرهم للمشي مسافات طويلة في وقت متأخر من الليل حتّى وصلوا إلى القرية.

وأشار اللاجئ، إلى أنّ أفراد عائلته المكوّنة من والده ووالدته في السبعينيات من أعمارهم، إضافة إلى شقيقه الأكبر ولديه 7 أبناء، وشقيقه الأصغر ولديه 3 أبناء إضافة إلى شقيقته وزوجها وأبنائهم الأربعة، يعانون من هذا الوضع دون مخرج لهم.

وحول أوضاعهم، أوضح اللاجئ أنّ والده من مهجّري أحداث "أيلول الأسود" في الأردن عام 1970، وتنحدر أصوله من قرية "بتير" في قضاء بيت لحم بالضفّة الغربية المحتلّة، هو واحد ممن جردتهم الحكومة الأردنية من أوراقهم الثبوتية بعد أن كان يحمل الجنسية الأردنية، ولجأ إلى سوريا وعاش فيها وكوّن أسرة منذ ذلك التاريخ. مشيراً إلى أنّ والده كان يعمل فني مختبر في الهلال الأحمر الفلسطيني ولم يكن في السلك العسكري للثورة الفلسطينية حينها.

وأضاف اللاجئ، أنّ والده كوّن أسرة في سوريا طيلة هذه السنوات، على أمل أن تحل قضية مهجري أيلول الأسود، وتقام مصالحة في هذا الصدد مع السلطات الأردنية، الّا أنّ الأمور لم تحل منذ أكثر من 50 عاماً، عاشوا خلالها دون أي حقوق، سوى حق التعليم بناء على اخراج قيد من منظمة التحرير الفلسطينية، نظراً لكون التعليم في سوريا متاح للجميع.

وحين اندلعت الحرب في سوريا، اضطرت العائلة للنزوح، الّا أنها لم تجد مخرجاً لها، بعد رفض السلطات الأردنية إدخالها، فيما دمّر منزل العائلة في بلدة زملكا، ولم يعد لهم مكاناً ليعودوا إليه. وخصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها، وسط حرمانهم من حقوقهم بالعمل نظراً لفقدانهم الأوراق الثبوتية.

وأشار اللاجئ، إلى انّه متخرّج من كليّة الاقتصاد، وشقيقاه الاثنين مهندسين، ويعانون الآن من فقدان الأفق والمستقبل، وغياب أي مخرج لهم باتجاه حياة آمنة وكريمة.

وطالب اللاجئ بإثارة قضيّة فاقدي الأوراق الثبوتية من مهجّري "أيلول الأسود" الذين يعانون أوضاعاً استثنائيّة في سوريا بعد الأحداث، وناشد كافة الجهات المعنيّة وخصوصاً السلطة الفلسطينية والسلطات الأردنية، للنظر في قضيتهم، نظراً لما يهدد مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في ظل الوضع القانوني الذي يعانون منه.

كما لفت، إلى انه التقى القنصل الفلسطيني في سوريا، ولم يستفد شيئاً، حيث اكتفى السفير بكيل المدائح لفدائي أيلول الأسود وتاريخهم النضالي، وعبّر عن عجزه في تقديم أي شيء يساعد العائلة على إيجاد حل لمعضلتها القانونية والإنسانية.

وتعاني مئات العائلات الفلسطينية، ممن يعرفون بـ "مهجري أيلول الأسود" من مشاكل قانونية سواء من قصدوا سوريا أو لبنان، بعد تهجريهم من الأردن عام 1970، عقب المعارك التي خاضها الجيش الأردني ضد منظمة التحرير، وخرجت على إثرها المنظمة من الأردن، فيما سحبت الحكومة الأردنية جنسيتها من مئات الفلسطينيين معظمهم من أبناء الضفّة الغربية المحتلّة، لأسباب تتعلق بارتباطهم بمنظمة التحرير، وخلق ذلك مشكلة تعرف بمشكلة " الفلسطينيين من فاقدي الأوراق الثبوتية" في سوريا ولبنان.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد