قالت جمعيات سياسية بحرينية مناهضة للتطبيع، إنّ زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة والتي بدأها الأربعاء 12 تموز/ يوليو، تهدف إلى تعزيز وبلورة ما سميّت بـ "الاتفاقيات الابراهيمية" وإعادة بثّ الروح بـ "صفقة القرن" التي ولدت ميّتة، على شكل حلف عسكري يجعل من شعوب المنطقة كبش فداء للكيان الصهيوني، ويجعل دولها خطّ دفاع أوّلي عنه.
جاء ذلك، في بيان صادر عن الجمعيات، وقّعه كلّ من " المنبر التقدمي، التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، التجمع القومى الديمقراطي، تجمع الوحدة الوطنية، الوسط العربي الإسلامي الصف الإسلامي، والتجمّع الوطني الدستوري."
وطالبت الجمعيات السياسية الموقعة على البيان، تطالب القيادات السياسية الرسمية "بالالتفات للجرائم التي يمارسها هذا الكيان وبشكل يومي من سياسة الترهيب والتنكيل والقتل والتهويد ضد الشعب الفلسطيني الشقيق منذ أكثر من أربع وسبعين عامًا، ولا يلتزم بالقرارات الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، وأن يبني مواقفه وقراراته مع الكيان المحتل في مواجهتها على أساسها."
وأكّدت، أنّ "كافة التبريرات التي تسوقها دول الخليج لتبرير التطبيع مرفوضة لشعوب المنطقة ولا تسوغ الحق لحكوماتها تجاوز آلام الشعب الفلسطيني الذي نعتبره جزء من آلامنا وآلام الأمة العربية والإسلامية."
وتابعت:" إن الجمعيات تدين وبشدة استمرار التطبيع وتفعيله بأحلاف عسكرية تحت أي تبريرات كانت وتطالب القيادات السياسية الوقوف بحزم ضد الأهداف السياسية والاقتصادية التي يسعى من وراءها الرئيس الأمريكي بايدن من زيارته المشؤومة للمنطقة."
واعتبرت الجمعيات، أنّ "الترجمة الحقيقية التي يمكن قراءتها وراء هذه الزيارة هو تكريس الواقع الموجود وتبرير لهذا الكيان المحتل على الاستمرار في ممارساته العدوانية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، ليس فقط على أبناء الشعب الفلسطيني بل طالت مقدساته الدينية بالمسجد الأقصى، إضافة إلى سياسة التهويد للأراضي الفلسطينية بالمصادرة والاستيلاء عليها وهدم البيوت الآمنة على أصحابها."
كما أكدت الجمعيات، " أن المخططات والمشاريع الصهيونية ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، إنما تمتد للتوسع في المنطقة من خلال تشكيل حلف عسكري مصغر على غرار حلف الناتو، ويكون الكيان الصهيوني هو العراب فيه، وتجد أنها بداية لمشروع احتلال للمنطقة بأسرها من خلال رهن المنطقة وشعوبها للكيان الصهيوني بمثل هذه الاتفاقيات والأحلاف وتكبيل حكوماتها بالتزامات عسكرية واقتصادية لصالح الكيان الصهيوني، لتصبح بعدها صاحبة اليد الطولى والقرار السياسي القاطع على حكومات المنطقة."
ونبّه البيان، من الأنّ أحد أهداف الزيارة، هو "محاولة إقناع القيادات السياسية في المنطقة على إقرار رفع سقف الانتاج اليومي للنفط والغاز" والذي يأتي في سياق دعم السياسة الأمريكية والدول الغربية في مواجهتها مع روسيا الاتحادية." وأضافت: “إن قرار مثل هذا سوف يؤدي إلى إطالة أمد الحرب وقد يزج بالمنطقة في صراع دولي نحن في غنى عن تبعاته."
ودعت الجمعيات، القيادات السياسية في الخليج العربي، إلى بناء قراراتها ومواقفها السياسية والاقتصادية الدولية انطلاقًا من مصلحة شعوبها أولاً وقبل أي شيء.
وقالت:" إن مصالح شعوبنا من هذه الحرب متمثلة باتخاذ موقف محايد من الصراع القائم والدعوة لحل سلمي يراعي مصالح كافة الأطراف، كما تدعو الجمعيات إلى استثمار ارتفاع سعر النفط والغاز لسد احتياجات شعوب المنطقة وتغطية عجوزتاها في الميزانية وسداد ديونها المالية، بدلاً من الانفاق العسكري والأمني على حساب شعوب دولنا في الخليج العربي.
وأكّدت الجمعيات، رفضها تأسيس أي حلف عسكري أو أمني يكون الكيان المحتل طرف فيه تحت أي تسمية كان، وطالبت بالنأي ببلداننا وشعوبنا بعيدًا عن التسلح والعسكرة والصراعات الإقليمية.
كما أكّدت على "سياسة احترام السيادة الوطنية المستقلة لبلداننا" وعبّرت عن رفضها تدخل القوى الإقليمية والدولية أي كانت في شؤونها الداخلية.: وجددت رفضها لسياسة التطبيع مع العدو الصهيوني ووقوفها مع نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني الشقيق لدحر الاحتلال الصهيوني وقيام الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس. بحسب البيان.