قدّمت هيئات وأطر فلسطينية تنشط في الشمال السوري، عرضاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بالتعاون المشترك معها، للوصول إلى العائلات الفلسطينية المهجّرة في مناطق الشمال السوري، من أجل تقديم معونات وخدمات الوكالة المحرومين منها منذ سنوات.
جاء ذلك، في رسالة وجهتها "مديرية شؤون الفلسطينيين" في الشمال السوري، المشرّعة من قبل " الحكومة السوريّة المؤقتة" في مناطق الشمال، ورابطة الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري وهي جهة مدنية مستقلّة تعنى بشؤون هذه الشريحة من اللاجئين.
وجاء في نص الرسالة التي أرسلت عبر "الايميل" ووصل لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة منها: “لسوء الحظ، وبسبب الحرب السورية ونزوح أعداد من اللاجئين الفلسطينيين، أجبرت هذه الظروف قرابة 1500 عائلة فلسطينية سورية على العيش في مخيمات ومناطق منفصلة تقع في شمال غرب سوريا، الخارجة عن سيطرة النظام السوري والتي يحكمها السوريون. معارضة، وتنتشر تلك العائلات في ريف حلب الشمالي وإدلب."
وتابعت: " تواجه تلك العائلات عدة أوجه من المعاناة الإنسانية، لقد تم استبعادهم جميعًا من خدمات الأونروا ومساعداتها لسنوات، على عكس أقرانهم في المناطق التي يحكمها النظام السوري." وأشارت إلى:" إنهم يتلقون الحد الأدنى من المساعدة فقط من بعض منظمات الإغاثة العاملة في تلك المناطق."
ولفتت الرسالة لوكالة "أونروا" توفّر الإمكانية لتقديم مساعدات إنسانية لتلك المناطق، سواء من خلال الحكومة التركية أو من خلال اتفاقيات تعاون مع شركاء دوليين يعملون في شمال سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي الذي وافقت عليه الأمم المتحدة رسميًا.
وعرضت الرسالة، "التعاون مع وكالة الغوث كمرجع دولي للاجئين الفلسطينيين، في كل ما يتعلق بمساعدة الأونروا على الوصول إلى هذه العائلات لأنها بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في معاناتهم المستمرة، وفقًا لمسؤولياتها الإنسانية ضمن إطار عملها في ألأقاليم الخمس، الضفة الغربية، قطاع غزة، سوريا، لبنان، والاردن." حسبما جاء فيها.
وأشارت لأوضاع اللاجئين المهجّرين في تلك المناطق، بوصفهم عالقين غير قادرين على العودة إلى مخيماتهم التي هجّروا منها في دمشق وريفها وحلب ودرعا وسواها، في المستقبل القريب، وهو ما زاد من معاناتهم.
وأكّدت على دور "أونروا" ومسؤوليتها القانونية تجاههم، حيث لا يزال هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون داخل المناطق السورية ضمن مناطق عملها الإقليمية، والعديد منهم محرومون من التسجيل والتحديث الرسمي للوثائق المدنية لدى الوكالة، مثل (الولادة - الزواج - الطلاق - الوفاة).
مدير "مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين" في الشمال السوري محمد بدر، أكّد في تصريح لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مسؤولية الوكالة عن إغاثة اللاجئين المهجّرين في مناطق الشمال، نظراً لكون هذه الشريحة من اللاجئين لم تخرج من سوريا، وما تزال ضمن نطاق عمل الوكالة.
وأشار بدر، إلى أنّ الرسالة قد أرسلت عبر البريد الالكتروني لوكالة "أونروا" بتاريخ 8 حزيران/ يونيو الفائت، ولم يصل ردّاً من الوكالة حتّى تاريخه.
وأضاف، أنّه على وكالة "أونروا" ألا تكون طرفاً بالنزاع، وتعتبر أنّ المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السوريّة خارج نطاق عملياتها. مشيراً إلى أنّ الوكالة قامت في أوقات سابقة بالدخول إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب دمشق قبل العام 2018، وقامت بتوزيع معونات في تلك المناطق.
يذكر، أنّ مطالب اللاجئين والمهجّرين في الشمال، لوكالة " أونروا" بإيصال استحقاقاتهم من المساعدات الماليّة الدوريّة إليهم، والتي توزعها الوكالة على اللاجئين الفلسطينيين في البلاد كل 3 أشهر، لم تتوقف منذ تهجيرهم إلى الشمال السوري عام 2018.
وينص ميثاق الوكالة الأممية المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، على أنّها معنيّة بإغاثة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عملها الخمسة، ومن بينها سوريا.