أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 28 آب/ أغسطس، استمرار عرقلة قوات الاحتلال سفر مرضى قطاع غزة، وحرمانهم من الوصول إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة أو المستشفيات "الإسرائيلية"، لتلقي أو استكمال العلاج فيها.
وأوضح المركز في بيانٍ له، أنّ هذه العراقيل أدت إلى تفاقم معاناة آلاف المرضى، ووفاة 4 مرضى في القطاع منذ بداية العام الحالي، كان آخرهم وفاة الطفل المريض فاروق محمد إسماعيل أبو نجا، 6 أعوام من مُخيّم يبنا في رفح، وذلك بعد منع سفره إلى مستشفى "هداسا" بمدينة القدس المحتلة لتلقي العلاج.
ونقل المركز عن سليمان أحمد أبو نجا، جد الطفل المتوفى، أن حفيده الطفل فاروق محمد إسماعيل أبو نجا، 6 أعوام، توفي بعد منعه من السفر إلى مستشفى "هداسا عين كارم" لتلقي العلاج من مرض "ضمور الخلايا العصبية" في الدماغ.
وأضاف أبو نجا وفق شهادته للمركز، أن حفيده حصل على تحويلة طبية للعلاج داخل "إسرائيل"، بتغطية مالية من جمعية “Christian Aid Ministries” الأمريكية، وتم حجز موعد في مستشفى "هداسا" عين كارم بتاريخ 12/1/2022، وبعد تقدمه بطلب الحصول على تصريح السفر من سلطات الاحتلال، جاء الرد بأن الطلب "تحت الدراسة"، ولم يتمكن الطفل من السفر للعلاج في الموعد المحدد.
وأشار أبو نجا أنهم حصلوا على موعد جديد بتاريخ 10/8/ 2022، وتقدموا بطلب للحصول على تصريح للسفر وتلقي العلاج، غير أن سلطات الاحتلال أبقت على الطلب "تحت الدراسة"، وأثناء انتظار الحصول على موافقة "إسرائيلية" تدهورت الحالة الصحية للطفل وتوفي مساء الأربعاء 24/8/2022 داخل مستشفى غزة الأوروبي.
وقال المركز الفلسطيني، إنّ سلطات الاحتلال قد عرقلت منذ بداية العام الحالي، سفر 4169 مريضاً من قطاع غزة للعلاج خارج مستشفيات قطاع غزة وفق احصائيات دائرة الصحة في هيئة الشؤون المدنية، ويعاني غالبية هؤلاء المرضى من أمراض خطيرة، ولا يتوفر لهم علاج في مستشفيات القطاع، فيما تتذرّع قوات الاحتلال بأسباب وحجج مختلفة تحرم مرضى القطاع من السفر للعلاج، منها أن الطلب قيد الدراسة، واستدعاء المريض للمقابلة الأمنية، ورفض الطلب بسبب وجود قريب مخالف يُقيم في الضفة الغربية أو "إسرائيل"، أو أن العلاج متوفر في مستشفيات القطاع.
وشدّد المركز على أنّ هذه القيود تترافق مع تدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عاماً، حيث تعاني مستشفيات القطاع من نقص مزمن في قائمة الأدوية الأساسية، والأجهزة الطبية، ونقص الكادر الطبي المتخصص، وهو ما قوض قدرة هذه المستشفيات عن علاج العديد من الأمراض الخطيرة، وارتفع على إثر ذلك أعداد المرضى المحولين للعلاج في الخارج خلال الأعوام الأخيرة.
وطالب المركز المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، وكافة أجسام الأمم المتحدة المختلفة والمنظمات الدولية، إلى الضغط على السلطات "الإسرائيلية" المحتلة لتحمل مسئولياتها القانونية تجاه سكّان قطاع غزة، بمن فيهم المرضى، وضمان توفير الآلية الملائمة والأمنة لسفرهم لتلقي العلاج خارج قطاع غزّة.
كما دعا المركز المجتمع الدولي للضغط على "إسرائيل" لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 1860، والسماح بتوريد الأجهزة المستخدمة في العلاج الإشعاعي والأدوية الكيماوية، والفحوصات والتحاليل الدورية لمرضى السرطان التي لا تتوفر في مستشفيات القطاع.