تواصل السلطات التركية احتجاز 25 فلسطينياً بينهم 10 من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا ومنهم ناشطون عملوا في مخيم اليرموك وجنوبي دمشق قبيل ترحيلهم إلى الشمال السوري، وأيضاً 15 فلسطينياً من أبناء قطاع غزّة، لليوم الثامن على التوالي، وسط ظروف إنسانية قاسيّة.
ويعاني المحتجزون، أوضاعاً مزرية في نقطة "كاربورون" العسكرية، حيث تنتشر أمراض جلدية، بدأ تظهر اعراضها على أجساد الأطفال، بالإضافة إلى انتشار القمل، وغياب مرافق صحيّة، فضلاً عن ظروف المبيت القاسيّة وخصوصاً لأصحاب الأمراض والمشاكل الصحيّة المزمنة.
الناشط الفلسطيني السوري وأحد المحتجزين في "كوربارون" أحمد عبّاسي، وصف الأوضاع داخل مكان الاحتجاز بالقاسية، ونبّه إلى أنّ أمراضاً جلدية كالجرب، باتت منتشرة وظاهرة على أجساد الأطفال وكذلك القمل.
وأضاف، أنّ العديد من المحتجزين يعانون من مشاكل صحيّة مزمنة، وبعضهم يعانون من إصابات سابقة وآخرون من مشاكل صحيّة في الأعين والعظام، وتفاقم سوء ظروفهم الصحيّة نتيجة المبيت في الهواء الطلق أو تحت الشمس في ساحات السجن.
وأشار عباسي، إلى نوعية وجبات الطعام المقدمّة في مكان الاحتجاز، وهي عبارة عن 3 وجبات تقتصر الواحدة منها على حساء من البهارات وقطعة صغيرة من الخبر، وأحياناً قطعة صغيرة من الخبز مع حبتين من الزيتون وقطعتي "المرتديلا" وهي لا تكفي لسد الجوع وخصوصاً للأطفال.
وتابع، أنّ شراء الطعام من الأماكن المخصصة، باهظ الثمن، ولا يقوى على شرائه معظم المحتجزين نظراً لأوضاعهم الاقتصادية المعدمة.
وكانت السلطات التركية قد احتجزت اللاجئين الفلسطينيين، يوم 2 أيلول/ سبتمبر الجاري، خلال محاولتهم الهجرة بشكل غير نظامي باتجاه اليونان انطلاقاً من سواحل أزمير.
الجدير بالذكر، أنّ اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، والمحتجزين في "كارابورون" معظمهم كانوا ناشطين في الحقل الإغاثي والإعلامي في مناطق جنوب دمشق ومن ثم الشمال السوري عقب تهجيرهم عام 2018، وهم كلّ من "أيمن دواه، وطفلاه محمد أيمن دواه وعمر أيمن دواه، نهلة عليان، دعاء السعد، تالين شاهين، احمد عباسي، باتر تميم، جهاد سلامة، حمزة صقر."
ويعبّر عباسي، عن قلق المحتجزين الفلسطينيين السوريين من الترحيل إلى الشمال السوري. مشيراً إلى عدّة حالات ترحيل لسوريين إلى الشمال، وآخرها ترحيل أحد المحتجزين قبل أيّام.
وأضاف، أنّ قرار الترحيل تتخذه السطات عقب نقل ملفات المحتجزين إلى دائرة الهجرة، والسجن المختص بالأجانب والمعروف باسم " سجن اليابانجي"، فيما ينتظر المحتجزون تلك الخطوة، وسط قلق شديد نظراً لخطورة الأوضاع في الشمال، والتي أدّت وتؤدي بشكل مستمر لخروج موجات من المهاجرين من تلك المناطق بحثاً عن ملاذ آمن، وهو ما قعلوه قبل نحو 3 سنوات حين قدموا إلى تركيا.
وتكثّف السلطات التركية واليونانية، إجراءاتها للحد من الهجرة غير النظامية عبر ممارسات تشمل انتهاكات لحقوق الإنسان وكرامته، في وقت يزداد فيه الطلب على الهجرة، مع تردي الأوضاع الحقوقية والمعيشية والقانونية للاجئين الفلسطينيين، ولا سيما فلسطينيي سوريا في تركيا الذين يتجاوز عددهم 2500 عائلة.