أكَّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، أنّ فاجعة غرق مركب قبالة شواطئ مدينة طرطوس السورية والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 94 مهاجراً ولاجئاً، من نساء وأطفال ورجال وشيوخ، معظمهم سوريون ولبنانيون وفلسطينيون هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.
وحمَّل أبو هولي في بيانٍ له، المسؤوليّة للمجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً أمام تأمين الحماية للاجئين سواء فلسطينيين أو سوريين أو لبنانيين من الأخطار التي تلاحقهم مع تفشي البطالة والفقر في أوساطهم وفقدان الأمن والأمن الغذائي، مُشدداً أنّ هذه المأساة التي تندي لها الجبين وتدمي لها العيون والقلوب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل الأوضاع المعيشية التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا مع انعدام الأمن وارتفاع الأسعار وتفشي البطالة والفقر ووصولها إلى أعلى المعدلات في العالم.
وأشار أبو هولي إلى أنّ هذه الظروف المعيشيّة الصعبة دفعت بهؤلاء اللاجئين للهجرة والمغامرة بحياتهم كغيرهم من السوريين في عرض البحار هروباً من واقع الحياة المؤلم الذي يعيشونه، للبحث عن ملاذ آمن والعيش الكريم ليفاجئوا أن الموت يلاحقهم حتى في البحار.
كما لفت أبو هولي إلى أنّ مآسي قوارب الموت في عرض البحار والتي يكون ضحاياها فلسطينيون تعكس حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيين في لبنان واللاجئون اللذين نزحوا من سوريا، مُؤكداً أنّ انهاء المآسي التي يعشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات تتطلب إرادة سياسية من المجتمع الدولي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقاً لما ورد في القرار 194.
كما طالب أبو هولي المجتمع الدولي والدول المانحة إلى سرعة العمل على تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وعلى توفير الحماية والأمن والعيش الكريم وتأمين كافة مقومات الحياة لانتشالهم من حالة البؤس والاحباط التي تدفعهم إلى مغامرات اضطرارية تكون فيها حياتهم وحياة أطفالهم هي الثمن، داعياً إلى دعم واسناد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقديم خدماتها التي تشكّل صمام الأمان والحماية للاجئين الفلسطينيين.
وفي ختام بيانه، ناشد أبو هولي اللاجئين الفلسطينيين بأن لا يلقوا بأنفسهم إلى المصير المجهول وخوض مغامرات محفوفة بالمخاطر في عرض البحار تكون نتائجها كارثية ومؤلمة على حياتهم وحياة عوائلهم وأطفالهم.
يوم أمس، قدّرت أوساط مطلعة فلسطينيّة في لبنان أنّ 39 فلسطينياً كانوا موجودين على متن مركب المهاجرين المنكوب الذي غرق قبالة طرطوس، 35 منهم لاجئون فلسطينيون في مخيم نهر البارد شمالي لبنان و4 آخرون من مخيم شاتيلا جنوبي بيروت، فيما أعلنت أمس مصادر لبنانية نجاة 3 منهم فقط من مخيم نهر البارد.
وأفاد قائد الدفاع المدني في مخيّم نهر البارد محمد بهار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ فرق الهلال الأحمر الفلسطيني ستتسلّم جثماني ضحيتين فلسطينيتين، جرى التعرّف على هويتهما ظهر أمس السبت 24 أيلول/ سبتمبر.
وارتفعت حصيلة ضحايا فاجعة غرق مركب المهاجرين قبالة مدينة طرطوس السوريّة إلى 88 ضحيّة، بعد انتشال المزيد من الجثث خلال عمليات البحث المتواصلة، فيما نجا 20 شخصاً وبقي 50 آخرون في عداد المفقودين.
وكان مسؤول الحراك الفلسطيني الموحد في مخيّم نهر البارد أبو قاسم محمد، أشار لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ عشرات الجثث الموجودة في مستشفيات طرطوس، يصعب التعرّف على هويات أصحابها بالعين المجرّدة بسبب تشوّه ملامحها.
وقال أبو القاسم الذي كان موجوداً عند الحدود اللبنانية السوريّة، إنّ فحوص "DNA" ستجرى للجثث للتعرف على هوياتها، ووصف أوضاعها بالمرعبة والمشوّهة إلى حدّ كبير.