أمهل المجلس التربوي في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوب لبنان، إدارة وكالة "أونروا" وقتاً قصيراً لمعالجة ما وصفها بـ "سوء التخطيط والعشوائيّة واللامسؤولية" التي تتكرر مع كل بداية عام دراسي، وذلك في جلسة مع إدارة التعليم لدى الوكالة، نوقشت خلالها جملة من الإشكاليات التي برزت منذ بداية العام الدراسي الحالي.
جاء ذلك، في اجتماع عقده المجلس مع إدارة التعليم في الوكالة، بناء على طلبه، حذره الاستاذ جمال شريدة، والحاج ماهر شبايطة والشيخ جمال الخطيب أمين سر المجلس وعدد من أعضائه، فيما مثّل الوكالة مديرة التعليم في لبنان ميرنا الشما وحضور مدير التعليم في صيدا الاستاذ محمود زيدان.
وناقش الاجتماع جملة من القضايا، التي تلخّص "البداية المتعثّرة وسوء التخطيط والعشوائيّة" بحسب البيان الصادر عن الاجتماع، وفي مقدمتها مسألة اكتظاظ الصفوف الدراسيّة، وحشر ما بين 40 و50 طالباً في الصف الواحد.
كما اثار المجلس، مسألة الصفوف غير المناسبة، وانتقد "تحويل ممر بين الصفوف إلى قاعة صفية لا توجد فيها أدنى متطلبات قاعة الصف" وبيّن أنّ الطلاب الجالسين على الأطراف، لا يمكنهم مشاهدة ما يُكتب على الصبّورة مما يضطرهم الى الجلوس على الارض امامها.
وابدى المجلس استهجانه، موافقة إدارة التربية والتعليم لدى الوكالة، على وجود مثل هكذا صف، وتساءل " ما هو الأساس التربوي للقبول بذلك."
كما ناقش المجلس، مسألة نقص في المعلمين والأذنة والكتب والقرطاسية والمقاعد والكمبيوترات والموظفين الكتبة. وأكّد أنّ الوضع الطبيعي يقتضي أن تكون كافة احتياجات العام الدراسي متوفرة قبل البدء بالعام الدراسي.
وأشار إلى انّه رغم مرور ثلاثة أسابيع على بداية العام الدراسي، ما زالت هناك صفوف لا وجود للمعلمين فيها، ولا كتب كافية، ولا مقاعد تفي بالحاجة، مما يسبب الفوضى أو التعطيل وتناوب الطلاب في الحضور إلى المدرسة.
وطالب المجلس، بالاستمرار بتوفير اجرة المواصلات للطلاب، الذين يأتون إلى المدارس في الباصات، خاصة وان اجرة الباصات تعدّت 500 ألف ليرة عن الطالب الواحد، "مما يثقل كاهل الاهل، وربما يدفعهم إلى إخراج أطفالهم من المدارس بسبب الحاجة. "
كما اعترض المجلس، على قرار "أونروا" الأخير بإجبار إدارات المدارس بالإضاءة فقط أربع ساعات في اليوم، في حين ان دوام المدارس هو7 ساعات. كما طالب بصيانة الصفوف التي لم تتعرض لأي صيانة خلال الصيف، ما جعلها تعاني من الرطوبة و "النش" إضافة إلى تعطّل المراح والإنارة.
يذكر أنّ وكالة "أونروا" كانت قد وعدت بحل أزمة اكتظاظ الصفوف الدراسيّة، وقالت على لسان الناطقة باسمها هدا السمرا أمس الخميس، إنّها تنتظر مضي أسبوعين على بدء العام الدراسي لمعرفة العدد النهائي للطلاب، كي تُجري عمليّة تقسيم الصفوف على اساسيها وتحديد ما هو العدد الإضافي المطلوب للمعلمين.
وبدأت العديد من الشكاوى تبرز منذ بدء العام الدراسي 2022/2023 عن جملة من النواقص في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ولا سيما مشكلة تكدّس الطلبة في الصفوف، نتيجة ارتفاع الاقبال عليها، وعدم اتخاذ الوكالة إجراءات مناسبة قبل بدء العام الدراسي، ما جعل مدارس الوكالة في لبنان بيئة غير صحيّة للطلاب والمعلمين، حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين."