تزايدت حدّة شكاوى أهالي مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في ريف العاصمة السوريّة دمشق، مما توصف بـ "مذلّة" الحصول على الخبز، والمتواصلة منذ إعادة تأهيل الفرن الوحيد العامل في المخيّم عام 2016.

وقال أحد اللاجئين من أبناء المخيّم لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ ساعات الانتظار للحصول على ربطة الخبز تصل إلى 5 ساعات، وتبدأ منذ منتصف الليل حتّى الفجر، لتحصيل حصّة من الخبز قبل انطلاق اطفاله الى المدارس.

وأوضح اللاجئ الذي طلب عدم ذكر اسمه في حديثه لموقعنا، أنّ أزمة الفرن تتفاقم نحو الأسوأ منذ افتتاح الفرن، نظراً لتزايد المحسوبيات في التوزيع. مؤكداً أنّ معظم المخصصات يجري ترحيلها من الفرن في وقت مبكر لتوزيعها إلى أصحاب النفوذ، او بيعها الى المطاعم، فيما تعطى الأولوية للعساكر في الجيش والأمن على حساب الناس العاديين الذين يصطفّون لساعات.

وأشار اللاجئ، إلى رصد ظاهرة جديدة فيما يخص بيع الخبز في المخيّم والمناطق المجاورة، حيث يُشاهد بعض العاملين في الفرن، يبيعون ربطات الخبز في فترة العصر والمغرب، بعد انتهاء الدوام الرسمي للعمل. وهو ما يثير تساؤلات حول مصدر هذا الخبز ولصالح من يجري بيعه.

ولا تتوقف " المذلّة" في طريقة الحصول على بضعة ارغفة من الخبز فحسي، حسبما يؤكد أهالي المخيّم، وإنما تمتد إلى جودة الرغيف، والذي يضطر الأهالي لاستهلاكه نظراً لغلاء الخبز ذو الجودة العاليّة والذي يسمّى بالخبز السياحي، الذي يبلغ سعر الربطة الواحدة 3500 ليرة سوريّة، فيما تباع ربطة الخبز المنتجة بالأفران المدعومة من الدولة في السوق السوداء بسعر يتراوح بين 1500 الى 1700 ليرة سوريّة.

وكان مصدر قد كشف لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق، أنّ أصحاب الأفران يعمدون إلى بيع أجزاء من مخصصاتهم من الخميرة المدعومة حكومياً، إلى الأفران الخاصّة التي تنتج الخبز السياحي والمعجنات، على حساب استعمالها في تحسين جودة رغيف الخبز المدعّم.

وكانت عدّة شكاوى قد برزت خلال السنوات السابقة من أداء الفرن الوحيد العامل في المخيّم، سواء طريقة التوزيع والازدحام الذي يستبب بمشقّة كبيرة خصوصاً لكبار السنّ، أو عدم كفاية المخصصات التي تقدّر يومياً طنّان ونصف الطن من الطحين، وسط مطالب بزيادة المخصصات وتنظيم عمليّة التوزيع لتكون أكثر عدالة.

ويحتوي مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين، فرناً واحداً لانتاج الخبز "فرن الجليل"، جرت إعادة تأهيله بعد توقّف العمليات الحربيّة إثر التسوية التي أبرمت بين النظام السوري والمعارضة السوريّة المسلّحة عام 2016، في حين ما تزال بقيّة الأفران خارج الخدمة.

ويعتبر مخيم خان الشيح ثالث أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها في سوريا، ويعاني سكّانه تدهوراً متزايداً في أوضاعهم الخدميّة والمعيشيّة، رغم مرور نحو خمس سنوات على التسوية التي انتهت بموجبها العمليّات الحربيّة، ولم يشهد عقبها المخيّم تحسّناً في أوضاع سكّانه الخدميّة والمعيشيّة، بل ازدادت سوءاً، وفق ما تشير شكاوى الأهالي.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد