ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنّ جهات رسمية وغير رسمية "إسرائيلية" تشارك في تمويل تدريب ميلشيا مسلحة من اليمين المتطرّف تحمل اسم "دورية برئيل"، ستتخصص في الاعتداء على البدو في النقب الفلسطيني المحتل، وهي: بلدية بئر السبع، ومؤسسة اليانصيب الوطني "الإسرائيلي"، والجمعية البلدية للثقافة والترفيه "كيفونيم"، ومركز الشباب الذي تديره منظمة "ستارت أب".
ولفتت "هآرتس" في تقريرٍ لها، إلى أنّ إعلاناً على الموقع الإلكتروني لـ"دورية برئيل" أفاد بأن المتطوعين الذين سينضمون لهذه الميليشيا سيحصل كلٌ منهم على منحة دراسية بقيمة 10 آلاف شيكل.
ويُعرّف الموقع عن هذه الدورية بأنّها "وحدة قتالية إقليمية من المتطوعين، وستكون قوة مضاعفة وتساعد قوات الأمن في المواقف الروتينية والطارئة".
وكتب على الموقع الرسمي لـ"دورية برئيل"، التي تحمل اسم القناص "شموئيل برئيل" الذي قتل على حدود قطاع غزة، أنّ "غياب سلطات إنفاذ القانون في النقب جعله ينزف منذ عدة سنوات، ولذلك قررنا في لجنة إنقاذ النقب أننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونعمل بنشاط لتغيير الواقع"، على حد زعمها، فيما ردّت جمعية "كيفونيم" على صحيفة "هآرتس"، بالقول إنّ المنحة تم تصميمها لتجنيد الطلاب الذين سيشاركون في أنشطة الدورية لزيادة الشعور بالأمن الشخصي لدى المستوطنين في المدينة، منوهة أن هؤلاء المتطوعين يشاركون أيضاً في مشروع مراقبة الأحياء في بلدية بئر السبع.
ويُذكر أن "دورية برئيل" هي مشروع أسسه العام الماضي عضو الكنيست عن حزب القوة اليهودية ألموغ كوهين، وهو الحزب الذي يتزعمه ايتمار بن غفير، وقبل وقت قصير من انعقاد مؤتمر إطلاق "دورية برئيل" رسميًا في شهر آذار/ مارس الماضي، سحبت شرطة الاحتلال في جنوب فلسطين دعمها لهذا المشروع، فيما واصلت بلدية بئر السبع تعاونها الوثيق معه.
وألموغ كوهين (مؤسس الدورية) خدم في جيش الاحتلال، ثم انتقل إلى الشرطة، وأواخر الشهر الماضي تم الكشف عن مقطع فيديو يوثق ضلوعه قبل تسع سنوات مع ضباط شرطة آخرين في الاعتداء بعنف شديد على ثلاثة فلسطينيين من رهط، وعلى أثر ذلك، ظهرت دعواتٌ بإعادة فتح ملف التحقيق الذي تم إغلاقه والتحقيق مع "ألموغ كوهين".
وكانت المنسقة الإداريّة لمنظمة "بدو بلا حدود" هند هاجر سلمان من النقب المحتل قد قالت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقتٍ سابق: إنّ سياسات الاحتلال ضد أهل النقب ليست بجديدة، بل تأتي في سياق السياسات المرتكبة بحق كل السكّان في فلسطين، لكنّ قرى النقب تتعرّض للهدم بمعدّل يومين في الأسبوع "اثنين وأربعاء" ويتم هدم البيوت ومصادرة الأراضي وتدمير المحاصيل الزراعيّة للسكّان بشكلٍ دوري.
وأردفت هند: صمودنا في أراضينا وعدم تركها والرحيل عنها هو كلمة السر، فمثلاً قرية العراقيب تهدم دائماً من قِبل سلطات الاحتلال، ولكنّ ماذا يفعل أهالي هذه القريّة بعد كل عملية هدم؟ يعودون لبناء مساكنهم البسيطة من جديد، وفعلاً كما نقول بيننا في النقب: "همّا بيهدموا وإحنا بنرجع نبني".