لم تلتفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" منذ العام 2018، لإنهاء ملف ترميم المنازل المسكونة في مخيّم درعا، والتي عاد أهلها عقب التسوية التي جرت في العام المذكور بين النظام السوري والمعارضة، وهو ما أبقى عشرات العائلات تعيش في بيوت دون نوافذ، وتفتقد لأساسيات التجهيز، وتعاني من فجوات في جدرانها أحدثتها الحرب، ما يجعلها غير صالحة للسكن. فكيف حال أهلها خلال الشتاء؟

عشرات العائلات، لم تستفيد من مشروع الترميم الجزئي الذي أطلقته وكالة "أونروا" خلال عامي 2020/ 2021، وطال نحو 60 منزلاً من بين المئات. الا أنّ المشروع حينها أثار العديد من الانتقادات والاتهامات بالواسطة والمحسوبيات، وحرمان العائدين إلى المخيم من تقديماته، لصالح منازل في خارج المخيم، حسبما أكدت مصادر لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حينها.

الاستعانة بالنايلون المشمّع لإغلاق النوافذ

ويقبل شتاء 2023 على أهالي مخيم درعا، في ظل ظروف إيوائية ومعيشية هي الأسوأ منذ بدء الأزمة السوريّة، وسط شحّ في مواد التدفئة، وارتفاع أسعار مادتي المازوت والحطب، وانعدام مطلق للقدرة الشرائية لدى معظم العائلات.

مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصد واقع الحال في مخيم درعا، حيث آثرت العائلات التي لم تُرمم منازلها، على الاستعانة بأكياس النايلون المشمّع، لإغلاق النوافذ، واستعمال "شوادر المعونة" والبطانيات لسد الثغرات، وحماية أنفسهم من تسلل الهواء والأمطار، كما تبيّن صورٌ أفاد بها مراسلنا.

5-1.jpg

مراسلنا وصف واقع الأهالي بالمأساوي. فالعديد من العائلات باتت تستعمل البطانيات والاقمشة المتوافرة في المنازل كوسيلة وحيدة للحصول على الدفء، لعدم كفاية مخصصات لمازوت المدعوم، والمقدرة بـ 50 لتراً لكل عائلة وعدم وصولها للعديد من العائلات، وسط عجز تام عن شراء المادة بالسعر الحر، وعدم توفر بدائل رخيصة.

"أبو محمد" أحد سكان المخيم، تحدث لمراسل “بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن البدائل المتوفرة بين يديه لتوفير الدفء لأسرته، وأشار إلى انه استلم مخصصات المازوت المدعّم قبل شهر، وقام ببيعها لصالح شراء بعض الحطب.

وأوضح اللاجئ سبب قيامه بذلك، بأنّ كميات المازوت شحيحة ولا تكفي لتغطية أسبوعين فقط في ظل موجات البرد الشديد، في حين انّ الحطب يوفر مدّة اشتعال أكبر، ويمكن حرق مواد أخرى معه، كالأقمشة القديمة والاحذية والكرتون وكل ما يمكن جمعه وحرقه.

اللاجئ "ابو وليد" وهو رب أسرة عادت إلى المخيم بعد العام 2018، حوّل مدفئة المازوت التي يمتلها إلى محرقة، يحرق فيها كل ما هو قابل للاشتعال من أكياس نايلون وكرتون واخشاب وأدوات قديمة قابلة للحرق.

تكلفة التدفئة اليومية تفوق الدخل اليومي للأسر

وأشار "أبو وليد" في حديث لمراسلنا، إلى أنّ كميات المازوت التي توزعها الحكومة بسعر مدعم لا تكفي، وهو ما يدفع الأهالي لحرق كل ما يمكن حرقه. ولفت إلى الكتل الدخانية المتصاعدة من المنازل، وتأثيراتها على الصحّة العامة، واصفاً وضع الأهالي خلال الموسم الشتوي الراهن بأنّه الأشد قسوة على الجميع نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات وانعدام القدرة الشرائية.

وبلغ سعر المازوت في السوق الحرّ، 10 الاف ليرة سورية للتر الواحد، أي ما يعادل قرابة الدولارين، في ظل حاجة يومية تتجاوز 4 ليترات، وهي أسعار خارجة عن قدرة الأهالي بشكل مطلق، فيما بلغ سعر الطن الحطب مليون و300 مائة ليرة سورية اي بمعدل ألف ليرة للكيلو الواحد، في وقت بلغت نسبة الفلسطينيين القابعين تحت خط الفقر في سوريا، عتبة 91% ويعيشون بأقل من دولارين في اليوم، بحسب أرقام نشرتها وكالة "أونروا"، ما يفوق الدخل اليومي للأسر.

ويسكن في مخيّم درعا، نحو 750عائلة استطاعوا العودة إلى منازلهم من أصل 13 ألفاً، في ظل واقع الفقر والبطالة وغياب الدعم المادي من وكالة " أونروا" والجهات المعنيّة إزاء إعادة تأهيل المنازل المدمرة.

5-6.jpg
5-5.jpg
5-4.jpg
5-3.jpg
5-2.jpg
متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد