حددت "ناحية منطقة جرمانا" التابعة لوزارة البيئة والإدارة المحليّة، بالتنسيق مع "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" ساعات ضخّ المياه من الخزان المركزي الواقع بالقرب من جامع الرحمن، بساعة واحدة يومياً الى ساعتين، وفق برنامج تجريبي، بدأ تنفيذه أمس الأحد 22 كانون الثاني/ يناير.
وجاء التقنين الجديد لضخ المياه، لموائمة ساعات الضخّ مع ساعات التغذية الكهربائية الشحيحة، وذلك وفق دورين، يشمل الأوّل منطقة " النازحين" من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتّى الساعة الثانية، ومنطقة جامع الرحمن من الساعة الثانية حتّى الخامسة فجراً. فيما حددت الضخ لمنطقة المدارس من الساعة 2 الى الخامسة.
وأثار قرار، حفيظة الأهالي، واعتبره البعض " مثل قلّته" نظراً لكونه يكرّس ربط ضخ المياه بساعات التغذية الكهربائية الشحيحة وغير المنتظمة، ما يواصل حرمان غالبية السكان من المياه. فيما يتجاهل عدّة مناطق في المخيم غير مشمولة بتغذية الخزان المذكور.
أحد سكان حارة جامع الرحمن" أبو علي عياش" أفاد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ منطقته لم يصلها الماء منذ أسبوع سوى لساعة واحدة، فيما لم يستطع أهالي المنطقة الاستفادة من الضخ التجريبي وفق الدول المحدد يوم أمس.
وأشار عيّاش إلى مشكلة مرتبطة بقوّة ضخّ المياه، وعدالة وصولها الى كافة خزانات الحي خلال أوقات الضخّ المعتمدة، حيث تحصل المنازل القريبة من الخزان على فرص أكبر للتعبئة، فيما تقل مستويات الضخ للمناطق الابعد.
وتعاني كافة أحياء المخيم، ولا سيما حي البستان وحارة اللقيطيّة من الاستفادة من خزان المياه الذي يغذيها، نظراً لشح ساعات التغذية، فضلاً عن ضعف التيار الكهربائي، وبالتالي عدم عمل المضخات بكامل كفاءتها، بشكل تعجز عن املاء الخزانات المركزية نفسها بالمياه بكامل قدرتها الاستيعابية.
مقترحات لحلول لم تحد صدى
وكان ناشطون من أبناء مخيم جرمانا، قد اقترحوا خلال العامين الفائتين، على الجهات المعنية ولا سيما "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تركيب الواح طاقة شمسية لتغذية المضخات الرئيسية لخزانات المياه بالكهرباء.
وحمّل النشطاء، مسؤولية حل مشكلة الخدمات في المخيم، للجان التنمية والخدمات ووكالة "أونروا"، نظراً لتوفر العديد من الأدوات التي تساعد في الحل، وعلى رأسها الطاقة الشمسية، حسبما أشار اللاجئ " أبو تيسير فارس" من سكان حي بستان طلال.
ولفت اللاجئ، إلى أنّ العديد من المشاريع التي نفذتها بعض الجمعيات التابعة للفصائل، بإنارة بعض ازقة المخيم بالطاقة الشمسية، الّا أنّ تلك المشاريع لم تجد طريقها لحل ازمة المياه. حسبما أشار مستهجناً.
وأضاف فارس، أنّ وفد من الأهالي التقى مع وكالة "أونروا" والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، منذ منتصف العام 2021 وطرح توفير حلول جذرية وعلى رأسها تركيب الواح طاقة شمسية، ولكن دون تحرك لتنفيذ المقترحات.
وتكبد ازمة المياه، أهالي مخيم جرمانا وكافة مخيمات ريف العاصمة السورية دمشق، مبالغ طائلة لتوفير المياه من خلال صهاريج البيع، في وقت بلغ سعر المتر المكعب الواحد من المياه 3 الاف ليرة سورية، وسط معدلات فقر تحاوزت 90% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بحسب ارقام وكالة "أونروا."