تعمد اليونان، على تعزيز إجراءاتها للحد من تدفع المهاجرين غير النظاميين عبر أراضيها إلى دول اللجوء الأوروبيّة، وذلك من خلال مشروع تمديد السياج الحدودي عند حدودها مع تركيا، لوقف تدفق اللاجئين خلال العام 2023 الجاري.
وكانت الحكومة اليونانية، قد بدأت مشروع مد السياج في العام 2020، بنشر اسلاك شائكة على امتداد الحدود، لعرقلة تقدم المهاجرين سيراً على الاقدام، عبر البر اليوناني، وتبعته بخطوات لتحويله إلى جدار فولاذي بطول 37.5 كليومتراً.
وبحسب وزير "حماية المواطنين" اليوناني تاكيس ثيدوريكاكوس، فإنّ السور الفولاذي الذي تعمل اليونان على توسعته وتطويره، سيجري تمديده لمسافة 35 كيلومتراً أخرى، بتكلفة 100 مليون يورو تتحملها الموازنة اليونانية.
وسيمنع الجدار الفولاذي، وفق الأهداف اليونانية، عبور المهاجرين غير النظاميين سيراً على الاقدام من المنطقة الممتدة على طول الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا ولا سيما على نهر ايفيروس. ويبلغ ارتفاعه حوالي 5 أمتار.
يأتي هذه الإجراء، لتضاف إلى جملة من الإجراءات والممارسات التي اتبعتها السلطات اليونانية خلال السنوات السابقة، للحد من تدفق المهاجرين، وأثارت انتقادات حقوقية كبيرة، وأبرزها الإعادة القسرية التي يتبعها خفر السواحل اليوناني لمراكب المهاجرين، وأدّت إلى سقوط مئات الضحايا.
ووثقت منظمة “Aegean Boat Report" اليونانية المعنية بمراقبة حركة الهجرة غير النظامية عبر بحر ايجه في اليونان، نحو 17 ألف مهاجر، راحوا ضحيّة حالات الإعادة القسريّة التي يقوم بها خفر السواحل اليوناني لقوارب طالبي اللجوء في بحر ايجه باتجاه تركيا خلال السنوات الثلاثة الفائتة.
كما تعمد السلطات اليونانية، على تجنيد مجاميع من مواطنيها للإيقاع بالمهاجرين غير النظاميين، الأمر الذي أثار حفيظة منظمات حقوقية دولية، على رأسها “هيومن رايتس ووتش" والتي أشارت على لسان الباحثة والناشطة في شؤون اللاجئين ناديا هاردمان العام الفائت، إلى "مسلحين مجهولين" يرافقون قوات الأمن اليونانية باعتقال طالبي اللجوء.
وكان "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد نقل عن أحد طالبي اللجوء، ممن حاولوا العبور إلى اليونان عبر نهر "ايفيروس" الفاصل بين اليونان وولاية أدرنة التركيّة الحدوديّة، تعرضه والمجموعة التي كان معها لاعتراض من قبل قرويين يونانيين عند نجاحهم في عبورهم النهر، وقاموا بتسليمهم إلى السلطات التركيّة.
وقال اللاجئ "حسن أبو زيد" إنّه انطلق من تركيا مع مجموعة من طالبي اللجوء السوريين والفلسطينيين في شهر تموز/ يوليو الفائت لعبور اليونان عبر نهر "ايفيروس" والانتقال عبر البرّ اليوناني باتجاه دول اللجوء الأوروبيّة، الّا انّ مجموعة من الرجال المسلحين ببنادق صيد ومسدسات، قاموا باعتراضهم والتعرض لهم بالضرب قبل تسليمهم لدوريّة شرطة قدمت فور ابلاغها.
وما تزال اليونان، تعتبر بالنسبة لطالبي اللجوء، الممر الأبرز نحو دول اللجوء الأوروبية، ولا سيما بالنسبة للفلسطينيين سواء من أبناء قطاع غزّة ام اللاجئين في سوريا والمهجرين الى تركيا، التي يقطن فيها نحو 10 الاف لاجئ مهجّر من سوريا، قرابة نصفهم يعانون من إشكالية في اقاماتهم القانونية، عدا عن الظروف المعيشية التي تدفعهم لخيار الهجرة عبر اليونان.