دعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بنقل أخبار اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إلى اعتصام أمام مقر رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في منطقة المزّة بدمشق، للمطالبة بزيادة المعونات الإغاثية وتقديمات الوكالة في ظل الانهيار العام للأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين.
وجاء في نص الدعوة: "نطالب كافة الفعاليات الاجتماعية والحزبية تبني موعد الوقفة وكتابة كتاب لوكالة الأونروا ومديرها بمطالب شعبنا وحقّه الضائع" وحددت الدعوة موعد الاعتصام بيوم 5 شباط/ فبراير المقبل، الساعة 10 صباحاً.
اللاجئ "عمار سلامة" وهو أحد المتفاعلين مع الدعوة، تحدث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن ضرورة تنظيم اعتصام في سوريا إسوةً بالاعتصامات التي يشارك بها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وتساهم في الضغط على الوكالة ولفت نظرها لتحسين خدماتها.
وأشار سلامة، إلى أنّ انهيار سعر صرف الليرة السورية وارتفاع الأسعار، يحتم على الوكالة صرف معونة شهرية لكل عائلة، تراعي انهيار الليرة وارتفاع الأسعار، وتزيل "التمييز" بين العائلات.
وتأتي هذه الدعوات، بعد تسريبات حول حجم المعونة والتي تعتزم الوكالة توزيعها خلال شهر شباط/ فبراير المقبل، وذلك بناء التصنيف المعتمد لدى "أونروا" والقائم على تقسيم العائلات لـ "عائلات ضعيفة" وتحصل على مبلغ 165 ألف ليرة سورية. أمّا العائلات المصنفة بـ "الأكثر ضعفاً" فستحصل على مبلغ 200 ألف والفي ليرة سورية.
الجدير بالذكر، أنّ الدعوات لاعتصامات مطلبية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، هي دعوات نادرة ولم تعهدها مخيمات اللاجئين هناك، في حين يحتاج تنظيمها الى عدد من الموافقات الأمنية، وأن تكون بطلب من جهات حزبية وبعلم من "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب".
يشار إلى أنّ اول دعوة لاعتصام مطلبي للفلسطينيين في سوريا، قد صدرت من مخيم الحسينية في شهر آب/ أغسطس من العام 2020، حيث صدرت دعوات لأهالي المخيّم للمشاركة في اعتصام أمام مقر رئاسة وكالة "أونروا" لتقديم احتجاج على سوء المعاملة التي يتلقاها المُراجعون من قبل الكادر الطبّي في المستوصف التابع للوكالة.
وكانت الجهات الحزبية والفصائلية وممثلين عن شعبة "حزب البعث العربي الاشتراكي" والفرق الحزبية إضافة إلى المخاتير وممثلين عن لجان التنمية الاجتماعيّة ولجان المرأة، قد تصدت لدعوات الاعتصام، ووصفتها بـ " المشبوهة" وعقدت اجتماعاً لثني أهالي مخيم الحسينية عن تنفيذ اعتصامهم.
وبلغت نسبة الفقر في صفوف الفلسطينيين في سوريا عتبة 90 % حسبما أشار المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في تصريحات سابقة، وهو ما يزيد الطلب على الإغاثة، في وقت لا تغطي مداخيل معظم اللاجئين الفلسطينيين، المعيار الدولي للفقر المطلق، حسبما أظهر تقرير سابق نشره بوابة اللاجئين الفلسطينيين والمحدد بـ 1.9 دولار يومياً للفرد، بحسب معايير صندوق النقد الدولي، الموضوعة سنة 2016. علماً أنّ سعر صرف الدولار في سوريا تجاوز عتبة 6 الاف ليرة سورية منذ مطلع 2023 الجاري.