يمر اليوم الخميس 2 شباط/ فبراير، أكثر من 40 يوماً على استشهاد الأسير ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين في رام الله، حيث يواصل الاحتلال احتجاز جثمان ناصر كإجراءٍ انتقامي منه، كما فعل فيه وهو على قيد الحياة، إذ تركه فريسة لمرض السرطان إلى أن فارق الحياة فجر الـ20 من ديسمبر الماضي.

يقول المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين إنّ احتجاز جثمان ناصر أبو حميد إلى جانب جثامين 12 أسيراً داخل ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام هو احتجاز غير أخلاقي وغير قانوني على الاطلاق، بل يعد تعاملاً عنصرياً في استمرارٍ واضح للجريمة التي ارتكبت بحق الأسير ناصر.

ويوضّح عبد ربه: ناصر تُرك ليُصارع المرض جرّاء سياسة الإهمال الطبّي المتعمّد، لذلك المطلب الوحيد اليوم هو تحرير جميع جثامين الأسرى المحتجزة لدى الاحتلال حتى يتم دفنهم بكرامة بين ذويهم وأبناء شعبهم، لا سيما وأنّ أقدم أسير يحتجز الاحتلال جثمانه هو جثمان الأسير أنيس دولة منذ عام 1980.

ويُشير عبد ربه خلال حديثه لموقعنا: رغم كل المناشدات والدعوات العاجلة للتدخّل في هذه القضية، إلّا أنّ كل ذلك يُقابل بتعنّتٍ كبيرٍ من قِبل الاحتلال الذي يتعامل مع  جثامين الأسرى الشهداء كرهائن ولا يُريد الافراج عنهم إلّا وفق مبدأ "المساومة".

وحول الحراك الدبلوماسي الأخير على خلفية التصعيد الصهيوني في الضفة المحتلة وقدوم عدّة وفود دوليّة وأوروبيّة إلى الضفة، وما إذا طرحت مسألة جثامين الشهداء المحتجزة مع هذه الوفود، يُبيّن عبد ربه: كل هذه القضايا محل حضور في كل النقاشات والزيارات التي تنظّمها الوفود الأوروبيّة ولعل أبرزها: مسألة الاعتقال الإداري، والتعذيب، ومعاناة الأسيرات، والأسرى المرضى، واحتجاز جثامين الشهداء، لكن لا يوجد أي تجاوب على الإطلاق لأنّ الاحتلال اتخذ قراراً باحتجاز هذه الجثامين منذ عام 2018 بهدف المساومة وكوسيلةٍ للضغط على المقاومة فيما يتعلّق بالجنود المأسورين لديها في قطاع غزّة.

اقرأ/ي   والدة الشهيد ناصر أبو حميد تدعو للمشاركة بوقفة للمطالبة باستعادة الجثامين

ويُشار، إلى أنّ عائلة أبو حميد رفضت استقبال التعازي باستشهاد ابنها إلّا بتسليم جثمانه، وأطلقت سلسلة فعاليات للمطالبة باسترداد الجثمان، ومن بين تلك الفعاليات مسيرة باتجاه حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس، لكن الاحتلال يصر على احتجاز جثمانه.

واستشهد الأسير ناصر أبو حميد (50 عاماً) في مستشفى "أساف هروفيه" نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي نفذتها إدارة سجون الاحتلال بحقه على مدار سنوات اعتقاله والتي تسببت بإصابته بسرطان الرئة حتى استشهد.

وقرّر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس احتجاز جثمان أبو حميد وعدم تسليمه لعائلته، فيما تزال سلطات الاحتلال تحتجز أكثر من (370) جثماناً، في سجون الموتى، داخل مقابر الأرقام وثلاجات الموتى، حيث تعود الجثامين المحتجزة، إلى شهداء فلسطينيين وعرب، من الذكور والإناث، ارتقوا في أزمنةٍ متعددة وسنواتٍ متباعدة وظروفٍ مختلفة.

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد