تسببت الهطولات المطرية الغزيرة والعاصفة القطبية التي تضرب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتشمل مناطق الشمال السوري منذ مطلع شباط/ فبراير الجاري، بعزل مخيمات ريف حلب الشمالي، بما فيها مخيمي دير بلوط والمحمدية بناحية جنديرس بريف عفرين، والتي تأوي عشرات العائلات الفلسطينية.

وبحسب إفادات نشطاء لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ الطرق المؤدية إلى مخيم دير بلوط، قد تقطعت بسبب المستنقعات الطينية التي أحدثتها الأمطار الغزيرة، فيما يعيش المهجرون داخله دون أدنى وسائل التدفئة والحماية.

الناشط الإعلامي في الشمال السوري رامي السيّد، وصف أوضاع اللاجئين المهجرين في مخيم دير بلوط بالأكثر مأساوية، نظراً لشح التقديمات والمعونات الإاغاثية، وخصوصاً في فترات العواصف والمنخفضات الجوية.

تهميش أهالي مخيم دير بلوط الذي يضم 200 عائلة فلسطينية من الحملات الاغاثية

وقال السيد في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الأمطار لم تتوقف في منطقة ريف عفرين منذ 4 أيام، وسط درجات حرارة تنخفض خلال فترة الظهيرة إلى الصفر، فيما تبلغ أدنى معدلاتها خلال الليل.

وحول الوضع الإنساني لأهالي مخيم دير بلوط، أكد السيد، أنّ المهجرين يعيشون الآن بلا وسائل تدفئة، ويعتمدون على الأغطية والبطانيات. فيما لم توزّع هذا الموسم مواد تدفئة باستثناء كميّة قليلة من الفحم لكل أسرة. مشيراً إلى أنها من النوعية الرديئة واشتعالها ضعيف ولا تكفي لسد الاحتياجات في ظل البرد الشديد.

وحمّل السيد مسؤولية تدهور أوضاع المهجرين في مخيم دير بلوط وعموم مخيمات ريف حلب، الى المنظمات الاغاثية ووصف حملاتها بغير العادلة. وأشار الى تهميش أهالي مخيم دير بلوط الذي يضم 200 عائلة فلسطينية عن الحملات الاغاثية.

وانتقد السيد توزيع الحملات الإغاثية، ولا سيما القادمة من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، والتي لم تطل مخيمي دير بلوط والمحمدية. ودعا كافة القائمين على الحملات الإغاثية للنظر إلى واقع المخيمين وشمله بالتقديمات للمعونة الشتوية.

ولفت السيد، الى حالة العزلة التي يعيشها المهجرون في المخيمين، حيث لا يمتلكون خياراً للنزوح الى مناطق أكثر تحصيناً خلال الشتاء، نظراً لأوضاعهم المعيشية المتردية. موضحاً أنَ المخيم يبعد عن أقرب نقطة مدنية مسافة 10 كيلومترات، في وقت يعاني ساكنوه من البطالة وانعدام الدخل المادي، لتكبد تكاليف التنقل وتأمين سكن بديل.

من جانبه، حذّر فريق "منسقو استجابة سوريا" من تأثيرات المنخفض الجوي المتواصل على مخيمات النازحين في مناطق ريف حلب الشمالي.

وقال الفريق في بيان له اليوم السبت 4 شباط/ فبراير، إنّ "الهطولات الثلجية أدت إلى أضرار كبيرة داخل طرقات العديد من المخيمات، مع صعوبات كبيرة في حركة النازحين داخلها، وتراكم للثلوج والمستنقعات الطينية داخل الطرقات."

ورصد الفريق، أضرارا داخل 6 مخيمات حتى الآن مع وجود عوائق كبيرة للوصول إلى مخيمات أخرى متضررة لإحصاء تلك الأضرار.

وحذّر الفريق، من حالات وفاة قد تنجم عن الحرائق والاختناقات الناتجة عن وسائل التدفئة غير المناسبة. وأشار الفريق إلى مئات المناشدات التي وجهت للمنظمات الاغاثية، دون أن تلقى استجابة، في وقت تواصل الأوضاع الإنسانية تفاقمها جراء استمرار الفاعلية الجوية.

تعيش في مخيّمات اللجوء القسري في الشمال السوري، قرابة 1535 عائلة فلسطينية مهجّرة 

وتعيش في مخيّمات اللجوء القسري في الشمال السوري، قرابة 1535 عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّمات اليرموك، خان الشيح، حندرات ومناطق جنوب دمشق، يتركّز معظمها في دير بلّوط ومنطقة أعزاز، بالإضافة إلى مئات العائلات السوريّة، ويشكل الأطفال دون سن 16 وكبار السن نسبة كبيرة، وهم الأكثر عرضة لمخاطر قسوة المناخ.

وتتولى المؤسسة التركية لإدارة الأزمات " فيدار"، الشؤون الخدمية في مخيم دير بلوط، فيما تغيب الجمعيات والمؤسسات إلّا ما ندر، حيث تقوم بعض المؤسسات بتوزيع بعض مواد التدفئة ولوازم الإغاثة بين الحين الآخر، وسط مخاوف من قبل ساكنيه من أن يتحول تهميشهم إلى حالة دائمة، حسبما بين تقرير أفاد به مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقت سابق.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد