أطلق مجموعة من الشبّان من أبناء مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، حملة دعم وإغاثة للمنكوبين جراء الزلزال في سوريا، وذلك بمبادرة لاقت تجاوباً كبيراً من قبل أهالي المخيم، وتلقفتها مخيمات فلسطينية أخرى.
وجاءت المبادرة، التي تهدف إلى تأمين كل ما يمكن تأمينه من لوازم إغاثية ولوجستية وغذائية، سيجري تقديمها للمنكوبين في سوريا، استجابة لمعاناة الشعب السوري المنكوب.
وتحركت الحملة عقب ما أثارته مشاهد الضحايا والعالقين تحت الأنقاض من مشاعر إنسانية بحسب الناشط من أبناء المخيم /وأحد مطلقي المبادرة والقائمين عليها زياد حامد، حيث وصف في حديث لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، المبادرة بالإنسانية البحتة ومدفوعة من مشاعر النخوة والأخوّة التي أثارتها مشاهد المنكوبين، وخصوصاً الطفلة التي صرخت من تحت الأنقاض (عمو طلعني وبعملك الي بدك إياه)، حيث تفاعل معها أبناء المخيم أطفالا وكباراً.
ونوّه الناشط زياد حامد، بالتفاعل الإيجابي والكبير الذي ابداه أهالي المخيم مع المبادرة، نساءً وأطفالا وشباناً وشيوخاً، فيما تفاعل مع الحملة شبان في مخيمي البداوي في طرابلس وعين الحلوة في صيدا.
وقال حامد لموقعنا، إنّ حجم التجاوب الأهلي مع الحملة فاجئ القائمين عليها، مشيراً إلى أنه والشبّان كانوا في حيرة حول تدبّر سيارة من نوع "بيك أب" لجمع التبرعات العينية، إلّا أنّ الحملة استطاعت تدبر السيارة وصارت بحاجة إلى سيارتين إضافيتين نظراً لحجم الإقبال على التبرع.
وشملت التبرعات، فرشات وبطانيات وملابس، كما تبرع بعض الأهالي بما لديهم من مؤونة شملت (أرز وسكر وسواها)، وهناك تبرعات من مخيمي البداوي وعين الحلوة باسم الحملة كذلك حسبما أشار حامد.
ولفت إلى أنّ الحملة، لم تستهدف جمع مبالغ ماليّة، نظراً لحالة الفقر التي يعيشها أهالي مخيمات لبنان، إلّا أنّ بعض اللاجئين آثروا على اقتسام ما لديهم من أموال مع المنكوبين والتبرع بها، وستصرف لشراء لوازم تدعم المنكوبين كحفاضات للأطفال وحليب ومياه وسواها.
وأظهرت صور وفيديوهات من مخيم نهر البارد، تفاعل الأهالي وإقبالهم على التبرع، وإبداء أطفال المخيم تعاطفهم مع أشقائهم المنكوبين في سوريا.
وفي مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، دعت لجان مساجد في المخيم لحملة تبرعات لإغاثة المنكوبين في سوريا. وجاء في الدعوة:" عوناً منا لإخواننا في سوريا الذين تأثروا وتشردوا في هذا البرد الشديد من آثار هذا الزلزال المدمر سنجمع من مالنا ما نستطيع للوقوف معهم في محنتهم الصعبة هذه."
تأتي هذه الحملة في وقت يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعاً معيشية صعبة، في ظل نسب فقر تتجاوز 93% بحسب أرقام وكالة "أونروا" واعتمادهم بنسبة كبيرة على المعونات الإغاثية، وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان وتنعكس بشكل كبير على مخيمات اللاجئين فيه.
اقرأ/ي أيضًا مبادرات فلسطينيّة لدعم وإسناد المتضررين من الزلزال
وبلغ عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي شهدته مناطق جنوب تركيا فجر الإثنين 6 شباط/ فبراير 1262 حالة وفاة، و2285 إصابة وعشرات الآلاف من المشردين والمنكوبين في ظل ضعف الجهود الإغاثية تجاه السوريين.
فيما تجاوز العدد الكلي لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا 11 ألفا في آخر تحديث للأرقام.