كشفت المعطيات الواردة من مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط/ فبراير الجاري، عن أرقام حول الخسائر المادية، تشير إلى حاجة أهالي تلك المناطق ومن ضمنهم 1600 عائلة فلسطينية إلى الإغاثة، بعد فقدان مصادر الدخل وأساسيات الإيواء.

ونشر فريق "منسقو استجابة سوريا" أنّ 965,833 شخصاً تضرروا جراء الزلزال، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 1.3 مليون، جراء الدمار الذي حلّ بنحو 1314 منزلاً، وتصدّع 10 آلاف و833 منزلاً آخراً.

وبحسب تقديرات الفريق، فإنّ المنطقة قد تتعافى بنسبة 60% بعد ثلاث سنوات من الكارثة، وتحتاج إلى 5 سنوات للعودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الكارثة، وهو ما يثير مخاوف مئات الآلاف من السكان معظمهم من اللاجئين السوريين وبينهم مئات العائلات الفلسطينية، من حاجة طويلة الأمد للإغاثة بعد أن فقدت الكثير من العائلات مصادر رزقها.

وعلى ضوء تلك الأرقام، يعبّرُ اللاجئ "سالم فرحات" من سكان منطقة جنديريس المنكوبة بريف مدينة عفرين شمال حلب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن مخاوفه من احتمال احتياجه للحملات الإغاثية لمدى أطول.

ويوضح فرحات أنّ معظم السكان وخصوصاً اللاجئين الفلسطينيين، فقدوا أعمالهم جراء الكارثة، وهي أعمال كانت تدر عليهم دخلاً متواضعاً بالكاد يكفي لسد احتياجاتهم من الطعام، متحدثاً عن حالته، حيث كان يعمل في مطعم تضرر بشكل كبير من الزلزال، وكان يتقاضى أجراً لا يتعدى 90 دولاراً في الشهر، فيما يحتاج صاحب المطعم حالياً إلى مبالغ طائلة لإعادة ترميمه.

وفقدت نحو 15 عائلة فلسطينية في منطقة جنديرس منازلها، بعضها نزح إلى مخيم دير بلّوط المجاور، فيما قصد آخرون منازل أخرى لأصدقاء أو أقارب لهم، في ظل مخاوف انهيار منازلهم، بعد الدمار الذي حصل في بعض الأبنية المتصدعة نتيجة الزلزال الجديد الذي ضرب المنطقة بقوة 6.5 على مقياس ريختر يوم الاثنين الفائت 20 شباط/ فبراير الجاري.

ارتفاع أسعار وخصوصاً احتياجات الإيواء

وعمّق ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، والمستلزمات المتعلقة بالإيواء كالخيام والفراش والبطانيات وسواها، من الأزمة الإنسانية، حسبما أوضح مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري.

وقال مراسلنا: إنّ سعر الخيمة الواحدة ارتفع من 60 الى 70 دولاراً قبل الكارثة، ليصل إلى 300 دولار، وهذا ما جعل كثيراً من العائلات تفتقر إلى تلك الأساسيات وتنتظر توزيعها من قبل الحملات الإغاثية.

ويعاني آلاف النازحين، من صعوبة في تأمين خيام لإيواء أنفسهم بحسب مراسلنا، الذي أشار إلى أنّ توزيع الخيام لم يغطي كافة النازحين عن منازلهم، وبينهم لاجئون فلسطينيون، واضطر عدد منهم للسكن مع أصدقاء أو أقارب، أو مراكز الإيواء الجماعية التي جرى افتتاحها.

ورصد مراسلنا ارتفاعاً بأسعار المواد الغذائية والمحروقات، بعضها تجاوز 3 أضعاف سعرها قبل الأزمة، ما أخرجها عن القدرة الشرائية بشكل كامل، فضلاً عن تضرر عدد كبير من المحال والمصالح التجارية وفقدان معظم العاملين لأرزاقهم، وخصوصاً صغار الكسبة من أصحاب المصالح الصغيرة، كالمطاعم والمقاهي والدكاكين الصغيرة.

فلسطينيون منكوبون وسط محدودية جهات إغاثتهم

وتتركز العائلات الفلسطينية المنكوبة، في مناطق إدلب وأريافها بواقع 700 عائلة، وريف حلب الشمالي بواقع 500 عائلة، فيما يسكن مخيم دير بلوط في ريف ناحية جنديريس نحو 250 عائلة، و70 عائلة في مدينة جنديرس نفسها، بحسب معلومات نشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، وجميعها مناطق منكوبة بالكامل وفق ما أعلنها الدفاع المدني السوري " الخوذ البيضاء" .

يأتي ذلك، في وقت  تستمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا"  تخليها عن اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في تلك المناطق، واستثناءهم من حملات التبرعات التي أطلقتها وكذلك من النداء الطارئ لإغاثة متضرري الزلزال.

وأشارت تقارير نشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى تحول فلسطينيي الشمال السوري الى منكوبين بالكامل، فيما أكد ناشطون أن بعض المنظمات الإغاثية العاملة في الشمال السوري، تستثني الفلسطينيين في كثير من الأحيان، مدفوعة بظنّ أنّ اللاجئين الفلسطينيين لديهم الكثير من الجهات المسؤولة عنهم والتي تقدم لهم المعونات.

من جهته، تحدث فريق "منسقو استجابة سوريا" أنّ الوضع في مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة، "يتطلب من الدول المانحة رفع سوية مشاريع التعافي المبكر إلى ثلاثة أضعاف الوضع الحالي لامتصاص الصدمات الأخيرة وضمان عودة الخدمات إلى المنشآت والبنى التحتية الموجودة في المنطقة."

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد