نظّم أهالي مُخيّم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين في أريحا، وقفة عند مدخل المُخّيم، وذلك للمُطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، خاصّة شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في المُخيّم يوم السادس من فبراير الجاري.
وخلال الوقفة التي شارك فيها أهالي الشهداء والأسرى، رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشهداء والأسرى وعائلاتهم.
وأكَّد المشاركون خلال الوقفة، أنّ احتجاز جثامين الشهداء انتهاك صارخ للقانون الدولي، وللمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة كافة.
وتأتي هذه الوقفة في ظل المعاناة المستمرة التي يعانيها أهالي الشهداء في مُخيّم عقبة جبر، في ظل حالة التعتيم التي يفرضها الاحتلال حول مصير الشبّان الذين أعلن الاحتلال عن اغتيالهم في المُخيّم، لا سيما وأنّه تبيّن بعد ذلك أنّ أحد الشبّان ما يزال على قيد الحياة وهو ثائر عويضات، فيما تزال عائلة الشاب علاء عويضات تناشد لمعرفة مصير نجلها.
اقرأ/ي أيضًا عائلة علاء عويضات تناشد من أجل معرفة مصيره
وتعقيباً على هذه المأساة المستمرة في احتجاز جثامين الشهداء، يقول مدير عام العلاقات العامة والإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ الاحتلال الصهيوني يحتجز العشرات بل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى، وهذا إن دلّل على شيء فإنّه يدل على أنّ هذه الدولة تخلو من كل القيم الإنسانيّة، بل تتعامل مع الشعب الفلسطيني بكل حقدٍ وعنصريّة.
ويرى شريتح، أنّ هدف الاحتلال من احتجاز جثامين الشهداء هو تحقيق العقاب الجماعي لأسر الشهداء، وأسر من تحتجز جثامين أبنائهم في الثلاجات والمقابر، وهذا تطرّف عنصري خطير جداً وتنكّر لكل الأعراف والقوانين الدوليّة، بما يتطلّب التدخّل الفوري من المجتمع الدولي لمُحاسبة قادة الاحتلال على مثل هذه الجريمة المستمرة يومياً بحق جثامين الشهداء الذين يجب أن يعودوا سريعاً إلى عائلاتهم لدفنهم بكرامة وفقاً للشرائع الإسلاميّة وبالطريقة التي تليق بهم.
ويُشدّد شريتح، على أنّ دولة الاحتلال تعشق العذاب والمرارة والحزن للشعب الفلسطيني، وطالما لم يكن هناك تدخل عاجل من المجتمع الدولي وبشكلٍ جدّي لمُحاسبة هذه العصابة، فإنّ هذه الجرائم ستستمر بحق أبناء المُخيّمات والمدن الفلسطينيّة.
ويُشير شريتح أيضاً، إلى أنّ الاحتلال يستخدم احتجاز جثامين الشهداء كأداة ردع للفلسطينيين، وكأنّه يتحدّى الشعب الفلسطيني من خلال هذا النهج والأسلوب العنصري، لكنّ على الاحتلال أنّ يعلم أنّ الشعب الفلسطيني جاهز للتضحية ولتقديم المزيد من الشهداء والأرواح، ومثل هذه الإجراءات لن تمنع أبناء فلسطين من الاستمرار في المقاومة مهما أحتجز من جثامين شهداء.
ويختم شريتح حديثه مع "بوابة اللاجئين" بالقول: هذه الجريمة ستكون هي الدافع والمشجّع الحقيقي لبذل المزيد من التضحية في سبيل حرية الأرض والأسرى والنضال من أجل استعادة كافة جثامين الشهداء.
وقبل أيّام، قالت والدة علاء عويضات من مُخيّم عقبة جبر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: منذ أن هاجم الاحتلال مُخيّم عقبة جبر ونحن لا نرى النوم، ولا الراحة، ففي البداية قالوا لنا إن هناك 5 شهداء، وطالبنا منذ اللحظة الأولى برؤية أبنائنا سواء كانوا شهداء، أم جرحى أم أسرى، ولكن الاحتلال رفض الاستجابة لكل هذه المطالب.
وتُضيف الأم: ناشدنا كل المؤسسات، من الصليب الأحمر، إلى هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إلى كل الوزارات، ولكن لا يوجد لديهم معلومة، كل ما نعرفه أن الذي كان يُعتقد أنّه علاء تبيّن أنّه ابن عمه ثائر وهو حي يرزق، ولكن أين علاء؟.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن قيام قواته باغتيال عدد من "المطلوبين" في مُخيّم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين في مدينة أريحا بالضفة المحتلة، وإصابة العشرات، فيما عمَّ الإضراب الشامل مُخيّمات اللاجئين والمدن والقرى في الضفة المحتلة، حداداً على أرواح الشهداء الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الصهيوني في المُخيّم.
والجدير بالذكر أن مُخيّم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين تأسّس إبان النكبة عام 1948 على مسافة 3 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من أريحا، وينحدر سكّانه من قرابة 300 قرية شمال حيفا بالإضافة إلى مناطق غزة والخليل.