عقدت مؤسّسات وفعاليات اللاجئين في تجمعات ومُخيّمات اللاجئين في محافظة بيت لحم، اجتماعاً لها بعد ما وصفته "تنصّل" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من التزاماتها تجاه العاملين في مؤسّسات الوكالة في القدس والضفة الغربية، وإفشالها للحوار الذي امتد على مدى أسبوعين.
وأكَّد المجتمعون، على ضرورة وجود أوسع مشاركة للعاملين في قطاعات التعليم والصحة والإغاثة في الاعتصامات الاحتجاجيّة التي دعا إليه الاتحاد، في مقر رئاسة الوكالة في القدس.
ودعا المشاركون في الاجتماع إلى المشاركة في مختلف الفعاليات التي سيجري تنظيمها في المهرجان المركزي، وفي الخيام التي سيتم نصبها في مُخيّمات اللاجئين في الضفة الغربية في ظل إعلان الإضراب الشامل في كافة قطاعات عمل وكالة "أونروا".
وخلال الاجتماع الذي عُقد في قاعة التراث الشعبي بمؤسّسة إبداع في مُخيّم الدهيشة، حمّل الناطق الإعلامي لاتحاد العاملين في وكالة "أونروا" رائد عميرة، المسؤولية لرئاسة وكالة "أونروا" على تعثّر الحوارات والوصول إلى طريقٍ مسدود.
ورأى عميرة، أنّ "أونروا" أدارت ظهرها لمطالب العاملين العادلة والمشروعة، رغم الجهود التي بذلتها وزارة العمل، ودائرة شؤون اللاجئين، والمكتب التنفيذي للجان الشعبية في مُخيّمات الضفة.
ولفت عميرة، إلى أنّ الردود السلبية لرئاسة وكالة "أونروا" على مطالب العاملين، خلال فترة الحوار، دفعت اتحاد العاملين العرب إلى العودة لاستئناف الإضراب الشامل المفتوح، حيث سيتم تنظيم فعاليات احتجاجية في القدس ومختلف المحافظات الفلسطينيّة، رداً على الموقف السلبي لوكالة "أونروا".
وأعلن اتحاد الموظفين في وكالة "أونروا" بالضفة المحتلة، عصر الجمعة 3 آذار/ مارس، عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا".
وأكَّد الاتحاد في بيانٍ له، أنّ الإضراب الشامل سيعود دون أي استثناءات ويشمل القدس والمستشفى في قلقيلية، وذلك ابتداء من يوم السبت الموافق 4-3-2023.
وكشف الاتحاد أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.
وأوضح الاتحاد أيضاً، أنّ وكالة "أونروا" لم تلتزم بما طُرح من مبادرات بتمديد فترة التفاوض والحوار بناء على طلب الجهات الراعية، ولم تبد وكالة الغوث اهتماماً ولم تقم بأي خطوة تذكر من أجل التقدم إلى الأمام، وأصرت على الانسحاب وعدم التعاطي مع بنود المبادرة.
وحمّل اتحاد الموظفين، إدارة "أونروا" وحدها كامل المسؤوليّة عمّا ستؤول إليه الأمور في قادم الأيّام.
وفي شهر فبراير، أعلن اتحاد الموظفين في وكالة "أونروا" بالضفة، عن تعليق الإضراب المفتوح وليس وقفه، وذلك بناءً على حواراتٍ مكثّفة مع إدارة الوكالة حول مطالب الاتحاد، وأبرزها ما يتعلّق برواتب الموظفين، وغلاء المعيشة.
ويُشار إلى أنّ غالبيّة المُخيّمات الفلسطينيّة بالضفة تضرّرت جرّاء هذا الإضراب، لا سيما لجان الخدمات في المُخيّمات المسؤولة عن "صحة البيئة"، إذ تنتشر النفايات والروائح الكريهة في الأزقة والطرقات بفعل هذا الإضراب، وسط مطالباتٍ عديدة بضرورة التدخّل وإنهاء هذه الأزمة التي تؤثّر على جميع اللاجئين.
أزمة اتحاد الموظفين مع وكالة "أونروا" ليست جديدة، إذ بدأت الأزمة منذ سنواتٍ طويلة، وفي كل مرّة يعود الاتحاد إلى تصعيد إجراءاته التي تصل إلى الإضراب الشامل عن العمل في كافة مؤسسات وكالة الغوث أملاً في تحقيق مطالب الموظفين في الوكالة التي دائماً ما ترد بأنّها تمر بأزمة مالية".