تتواصل حالة التوتر والشلل الجزئي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوب لبنان لليوم التاسع على التوالي، إثر إصرار المدعو خالد علاء الدين الملقب بـ " الخميني" على التخفي، بعد قتله عضو الأمن الوطني الفلسطيني محمود زبيدات، وصدور قرار فصائلي بتسليمه إلى القضاء اللبناني.
وكالة "أونروا" أعلنت استمرار إغلاق مدارسها ومنشآتها في المخيم اليوم الخميس 9 آذار/ مارس، باستثناء قسم الصحة والبيئة، حيث سيقتصر عمله على ترحيل النفايات من منطقة الشارع التحتاني. وأرجعت الوكالة قرارها باستمرار الإغلاق، إلى الظروف الأمنية التي يشهدها المخيم.
وبدت الأوضاع الأمنية في المخيم أكثر تعقيداً بعد استدعاء الأمن الوطني الفلسطيني وحركة “فتح" لنحو 150 عنصراً من مخيمات جنوب لبنان، والشروع بإجراءات ميدانية تنذر بمعركة وشيكة.
وأغلقت قوات الأمن الوطني، منطقة الشارع الفوقاني لجهة حيي الطيرة والدرب الأحمر، بالدشم العسكرية والسواتر، وعززت تواجد عناصرها المدججين بالسلاح، فيما أعلنت حركة "فتح" الاستنفار الكامل في المخيم.
خلاف داخل تنظيم " عصبة الأنصار" على تسليم "الخميني"
وجاءت الإجراءات الأمنية وتعزيز حالة الاستنفار داخل المخيم، بالتوازي مع اجتماع عقد مساء أمس الأربعاء في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، حضرته القيادات السياسية والأمنية الفلسطينية ممثلة بـ "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" إضافة إلى قوى سياسية لبنانية.
وأكد المجتمعون، على ضرورة حل الأزمة في مخيم عين الحلوة عبر تسليم القاتل "خالد الخميني" إلى القضاء اللبناني، بحسب ما رشح عن الاجتماع، وفق ما أكدت مصادر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وأشارت المصادر إلى توافق القوى اللبنانية التي حضرت الاجتماع على ضرورة تسليم الجاني، وتمثلت بممثلين عن "حركة أمل، الجماعة الإسلامية في صيدا، ممثلين عن نواب مدينة صيدا، والنائب السابق بهية الحريري" فيما لم يناقش الاجتماع الخطوات التالية في حال إصرار " الخميني" على التخفي.
مصدر أمني أفاد لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بوجود "مهلة غير معلنة" حتى اللحظة، للبدء بتنفيذ عملية تهدف إلى اعتقال الجاني وتسليمه. فيما الوساطات ما تزال مستمرة للضغط على تنظيم "عصبة الأنصار" لتسليم القاتل.
وأضاف المصدر، أن هناك اجماعا أمنيا وسياسيا على تحميل تنظيم " عصبة الأنصار" الذي ينتمي إليه القاتل " الخميني" مسؤولية تسليمه. مشيراً إلى أنّ العديد من قيادات " العصبة" قد تبرأت من العمل الذي قام به، و"لكن بالمقابل أطراف من التنظيم ذاته هي التي تخفي القاتل وتحميه."
وأكد المصدر، أنّ القوى الأمنية الفلسطينية، لديها معلومات عن مكان تواجد " الخميني" ومن الطرف الذي يحميه. واعتبر أنّ التعزيزات التي جلبتها حركة "فتح" ليست فقط للاستعراض والضغط وتوجيه الرسائل.
وعلى إثر ذلك، شهدت أحياء البركسات، الطيرة، الرأس الأحمر، والصفصاف، حركة نزوح للأهالي، خوفاً من تفجر الأوضاع في أيّة لحظة، وسط مناشدات أهلية لكافة الأطراف، تجنيب المخيم المعارك العسكرية، وتجنيب الأهالي تبعاتها على أرواحهم وممتلكاتهم، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وكانت معارك عنيفة قد اندلعت ليل الأربعاء 2 آذار/ مارس في مخيم عين الحلوة، إثر إشكال فردي في حي البركسات سقط خلاله جريح، سرعان ما تحول إلى معارك عنيفة، إثر إقدام المدعو " خالد الخميني" على إطلاق النار باتجاه عضو الأمن الوطني "محمود زبيدات" خلال إسعاف الجريح، ما أدى إلى مقتله، فيما سجّل وقوع 7 جرحى آخرين.