يتهم لاجئون فلسطينيون وجهات ساهمت بتقديم تبرعات ماديّة لإغاثة منكوبي زلزال 6 شباط/ فبراير الفائت الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، ميليشيا "لواء القدس" المواليةَ للنظام السوري والتي تسيطر على مخيم النيرب في حلب شمالي سوريا، بالسيطرة على توزيع المعونات لغرض سرقتها.
وقالت مصادر من جهات تبرعت بمبالغ مالية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن عناصر لواء القدس في المخيم، منعوا اللجنة التي توجهت إلى المخيم من أجل تقديم التبرعات، من الالتقاء بالناس وتوزيع المبالغ المالية بنفسها على مستحقيها.
وأضافت الجهة التي طلبت عدم ذكر هويتها -لوجود ممثلين عنها في سوريا خوفاً من تعرضهم لمضايقات أمنية- إلى أنّ عناصر الميليشيا، رفضوا أن يجري توزيع المعونات إلى الناس مباشرة.
وأشارت إلى انّ المبالغ التي جمعت من متبرعين كانت كبيرة، وقام عناصر اللواء بأخذها، وتوجيهها الى مؤسسات محلية مرتبطة به وبأجهزة النظام، لغرض شراء مواد ولوازم الإغاثة وتقديمها بنفسه للمنكوبين.
وحول هذه العملية، لفتت الجهة الإغاثية، إلى أنّ مؤسسة إغاثية محلية برفقة عناصر الميليشيا المسلحّة، أخذوا أجزاء كبيرة من المبالغ المالية، وقاموا بشراء معونات إغاثية لتوزيعها، تبين أنها جُلبت من مستودعات تابعة للميليشيا نفسها.
وعبّرت الجهة المتبرعة، عن استيائها لما تعرضت له خلال توزيع المعونات، رغم تغطيتها سياسياً وأمنياً من قبل فصائل فلسطينية، وأشار ناشطون فيها لموقعنا إلى تعرضهم لما يشبه الترهيب، من أجل السيطرة على الأموال التي جمعوها، بالإضافة إلى شتم اللاجئين الفلسطينيين ومنكوبي الزلزال وإهانتهم خلال عمليات توزيع المساعدة.
وفي ذات السياق، أكّد مصدر محلي في مخيم النيرب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ معظم المساعدات التي يجري توزيعها في منطقة حلب ومخيم النيرب، تأتي من مستودعات خزنت فيها المعونات اللوجستية والإغاثية القادمة من العراق عن طريق ميليشيات "الحشد الشعبي".
وبحسب المصدر، فإنّ معظم الأموال التي تأتي عبر متبرعين، يجري مصادرتها، وتوزيع مواد عينية بدل عنها، يتم جلبها من المستودعات التي خزنت فيها المعونات العراقية وسواها، بتنسيق بين ميليشيا "لواء القدس" والحشد.
وأشار المصدر إلى أنّ الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والعينية، ما تزال تصل إلى مدينة حلب، ويجري تخزينها في ملاعب كرة القدم والأندية الرياضية التابعة لوزارة الرياضة، إضافة إلى مستودعات تابعة لوزارة التموين السورية.
ولفت المصدر، إلى أنّ كميات كبيرة من المعونات، وخصوصاً القادمة من العراق والجزائر، جرى بيعها بأسعار "رمزية" تحت عنوان "مواد مدعومة لمتضرري الزلزال" علماً أنها قادمة كمساعدات، فيما جرى توزيع "حصّة إغاثية" للعائلات المتضررة في مدينة حلب وشملت مخيم النيرب عبر "البطاقة الذكية" بالسعر المدعوم، فيما أوضح المصدر أنّ المواد الموزعة جميعها قادمة كمعونات مجانية من دول عدة، وبالإضافة إلى بيعها للمتضريين تم إهانتهم وشمتهم أثناء انتظار شراء المعونة عبر البطاقة الذكية.
الجدير بالذكر، أنّ ما يُعرف بـ"لواء القدس" وبعض الميليشيات الموالية لنظام التي نشأت في سياق الحرب السوريّة، تعمل على تجنيد اللاجئين الفلسطينيين، مستغلّة واقع الفقر والبطالة، وفق ما وثّق تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في وقت سابق.