شهدت مخيمات عدة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقفات رافضة لمماطلة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الاستجابة لمطالب الموظفين العرب في الوكالة، والذين يخوضون إضراباً عن العمل في سياق تحرّك احتجاجي.
وفي مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين بالخليل، اعتصم عشرات اللاجئين لمُطالبة لوكالة "أونروا" بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب اتحاد الموظفين، لا سيما وأنّ آثار الاضراب تلقي بظلالها على المُخيّمات الفلسطينيّة بالضفة، وخاصّة في مسألة التعليم وصحّة البيئة.
يقول عضو اتحاد الموظفين في "أونروا" أسامة الشدفان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ هذه الوقفة تأتي تلبيةً لنداء اللجنة الشعبيّة في مُخيّم الفوار، وذلك رداً على سياسة الإهمال واللامبالاة التي تنتهجها وكالة "أونروا" في التعامل مع قضايا العاملين.
ويؤكد الشدفان، أنّ الاتحاد بكافة الموظفين مستمر في إضرابه المفتوح حتى تحقيق كافة المطالب للموظفين والتي هي حقوق أصيلة لهم.
مطالب العاملين محقة ولكن المخيمات دون خدمات أو مدارس
ومن جهته، يوضّح رئيس اللجنة الشعبيّة في مُخيّم الفوار عفيف غطاشة، أنّ وكالة الغوث الدولية هي المسؤولة عن الخدمات في المخيم، لذلك اليوم الخدمات "صفر" بفعل سياسات الوكالة التي قلّصت خدماتها منذ قبل بدء إضراب اتحاد العاملين.
ويؤكّد غطاشة لموقعنا، أنّ مطالب اتحاد الموظفين محقّة، ومنطقيّة، ولكن إدارة "أونروا" هي التي تتنصّل من الاتفاقات، مُشيراً إلى أنّ الاضراب انعكس سلباً على اللاجئين في المُخيّم، فلا يتلّقى اللاجئ الخدمات التي من المفترض أن تقدّم له، مثل الخدمات الصحيّة لأصحاب الأمراض المزمنة.
ويضيف غطاشة، أنّ النفايات تملأ شوارع المُخيّم وهذا قد يتسبّب بمكرهة صحية وأمراض للاجئين، وأشار أيضاً إلى أن المسيرة التعليميّة تضرّرت بفعل هذه السياسات، مُؤكداً أنّ العام الدراسي في خطر بفعل هذا الواقع لأن المدارس مغلقة، مطالباً وكالة "أونروا" بالاستجابة لمطالب العاملين للخروج من هذه الأزمة.
وفي السياق، قال أحد اللاجئين في المُخيّم لموقعنا، أنّ المطلوب من حكومة السلطة الضغط على الوكالة لتتحرّك وحل الأزمة، وذلك من أجل أن تأخذ وكالة "أونروا" دورها بالشكل الحقيقي داخل المخيمات الفلسطينيّة.
ويُشار إلى أنّ هذه الوقفات لم تقتصر على مخيم الفوار، بل شهد مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين وقفة اليوم السبت، وذلك رفضاً للمماطلة إدارة وكالة "أونروا" في الاستجابة لمطالب الموظفين.
كما شهدت مشفى الوكالة في مدينة قلقيلية بالضفة وقفة احتجاجيّة شارك فيها أهالي المُخيّمات، وذلك من أجل دعم مطالب الموظفين ضد سياسة "أونروا" في تقليص خدمات المشفى ومدرسة وكالة الغوث الموجودة في المنطقة.
وقبل أيام شهد مدخل مخيم الدهيشة ببيت لحم وقفة مماثلة، وقال الناطق الإعلامي باسم اتحاد الموظفين في وكالة "أونروا" بالضفة المحتلة رائد عميرة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الوقفة جاءت بدعوة من اللجنة الشعبيّة ومؤسّسات المخيم أمام مكتب مدير المخيم في وكالة "أونروا"، حيث شارك الاتحاد في هذه الوقفة رفضاً لسياسة التنكّر لحقوق العاملين.
وأشار عميرة، إلى أنّ هذه الوقفة جاءت في ظل الاستمرار في التعنّت لمطالب الموظفين من قِبل الإدارة، حيث طالب المشاركون بضرورة التدّخل العاجل من قِبل كل الجهات الحكوميّة والمؤسسات الخاصّة والحقوقيّة من أجل الضغط على وكالة "أونروا" والاستجابة لمطالب الموظفين.
وأوضح عميرة، أنّ الأيّام القادمة ستشهد سلسلة فعاليات لرفع ذات المطالب، وللضغط على وكالة "أونروا" في هذا الاتجاه.
وتفجّرت الأزمة من جديد يوم الجمعة 3 آذار/ مارس الجاري، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.