يشهد مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان، تراكماً للنفايات لليوم الثالث على التوالي، بعد منع دخول آليات قسم البيئة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" احتجاجاً على إدارة مشروع "العمل مقابل المال" التابع لها.

ويحتج عدد من أبناء المخيم، من الذين لم يتم قبولهم في برنامج "العمل مقابل المال" في دورة تقديمية للبرنامج انتهت يوم الجمعة الفائت 17 آذار/ مارس، على ما يعتبرونه " فساداً ومحسوبيات" في معايير الاختيار.

"محمد موسى" أحد المتقدمين للمشروع يصف معايير الاختيار التي تتبعها وكالة "أونروا" بغير العادلة، وأنها تثير غضب اللاجئين المتقدمين، نظراً "لأن الأسماء التي يجري اختيارها في كلّ مرّة، بعضها يكون مكرراً وأخرى تعود لأشخاص من ذات الأسر التي جرى قبول أحد أفرادها خلال تقديمات سابقة".

ويقول موسى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ منع دخول سيارات جمع القمامة التابعة للوكالة، وسيلة الاحتجاج الوحيدة التي يمتلكها المرفوضون، للضغط على الوكالة، نظراً لكون "العمل مقابل المال" يوظف اللاجئين في قسم البيئة بشكل أساسي.

و "العمل مقابل المال" هو مشروع يهدف إلى توفير فرص عمل قصيرة للشبان من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة لمدّة لا تقلّ عن 40 يوم عمل، مقابل مبالغ مالية بالدولار الأمريكي.

ويؤكد اللاجئ موسى، حاجة الشبان في المخيمات لفرص العمل التي تقدمها وكالة "أونروا" بسبب الازمة الاقتصادية الحادة، والحاجة لدخل بالدولار الأمريكي، مطالباً الوكالة بضرورة اتباع معايير توظيف عادلة، وتراعي "تدوير الوظائف" ليستفيد منها كافة أبناء المخيم.

وتشير معطيات رصدها ناشطون من أبناء المخيم، إلى إشكاليات تتعلق بـ "قوائم جاهزة بأسماء المقبولين" إضافة إلى "تشغيل أشخاص استفادوا سابقاً من المشروع، وتشغيل أفراد من نفس العائلة، وتغييرات في أسماء المقبولين لاعتبارات تتعلق بالواسطة والمحسوبية".

وتزداد حاجة أهالي مخيم برج الشمالي لمشاريع التشغيل الخاصة بوكالة "أونروا" إضافة إلى الخدمات الإإغاثية وإعادة فتح ملف برنامج العسر الاجتماعي وإدراج المزيد من العائلات، نظراً للتدهور المستمر للأوضاع المعيشية، جراء الانهيار الاقتصادي اللبناني، واستمرار انهيار قيمة العملة اللبنانية وتجاوزها 115000 ليرة لبنانية مقابل الدولار.

يذكر، أنّ معظم أهالي مخيم برج الشمالي يعملون كعمال مياومين، وعمال زراعيين، لا تتخطى أجورهم اليومية 100 إلى 150 ألفاً، ما يعني أقل من دولارين، بينما بلغ سعر ربطة الخبز ذات الـ5 أرغفة، 40 ألف ليرة.

وفي أرقام صدرت عن دراسة اجتماعية عام 2021 أعدتها جمعية "ديارنا" ونشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بينت أنّ 62% من أرباب الأسر في مخيم برج الشمالي من العمال المياومين، ﺗﻠﯿﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻓاد اللذين ﻟﮭﻢ أرباب أﺳ ﻋﺎطﻠن ﻋ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌل ﺑﻠﻎ%22.4، ونسبة 7.4 % يعملون في الأعمال الحرّة، ونسبة %6 يعملون في قطاع الزراعة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد