أكَّد المؤتمر العام لاتحادات الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أنّ صبر الاتحادات بدأ ينفد تجاه التنمّر الذي تمارسه إدارة الوكالة بحق الموظفين الفلسطينيين، وجميع اتحادات "أونروا" لن تقف صامتة أمام ما يجري.
وطالب المؤتمر العام في بيانٍ له، إدارة الأمم المتحدة وإدارة "أونروا" بالوقوف إلى جانب رأس مالهما البشري وتوجيه البوصلة نحو خدمة اللاجئين الفلسطينيين بكرامة، لا سيما وأنّ موظفي وكالة "أونروا" هم من اللاجئين الفلسطينيين، ومن واجبهم التمسّك بقضيتهم ولهم كل الحق في التعبير عن آرائهم ومشاعرهم الوطنية التي تعبّر عن انتمائهم وحبهم لوطنهم المحتل فلسطين.
وأشار المؤتمر العام الذي يمثّل جميع اتحادات الموظفين في وكالة "أونروا" بمناطق عملياتها الخمس، إلى أن المهام الإنسانية التي يقوم بها موظفو "أونروا" منذ أكثر من 70 عاماً هي أكبر دليل على اخلاص هذه الفئة من الشعب الفلسطيني عبر العقود، وهم الذين جعلوا لوكالة "أونروا" هوية تحترمها جميع دول العالم لمهنيتها وحيادتيها وعملها تحت أقصى الظروف، لذلك على إدارة "أونروا" أن تستمر بتذكير المجتمع الدولي بالعمل الدؤوب والتفاني منقطع النظير الذي يقوم به موظفو "أونروا" من أجل استمرار الخدمات في أصعب الظروف والتحديات.
ورأى المؤتمر، أنّ الصمود الأسطوري لوكالة "أونروا" في وجه التحديات يقف من خلفه أربعة عوامل: العامل الأول أنها تخدم شعباً لاجئاً طرد من أرضه على مرأى من العالم، ولذلك نصرة هذا الشعب ودعم حق العودة وتأسيس الدولة هو حق إنساني كفلته القرارات الأممية.
أمّا العامل الثاني بحسب المؤتمر، فهو مهنية وتفاني الموظفين، والعامل الثالث هو الدعم الكبير من الدول المضيفة، والعامل الرابع هو التزام شعوب وحكومات الدول المانحة، لذلك فإنّ الجهات التي تقوم بالاستهداف الممنهج لوكالة "أونروا" تستغل بعض صفحات الموظفين على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل مهاجمة أحد عوامل صمود "أونروا" من خلال استغلال المنطقة الضبابية في تعريف الحيادية بعد أن فشلت في اقناع منصات التواصل الاجتماعي في حجب تلك المنشورات، وبالتالي تطلب من الأمم المتحدة عدم التعاطي مع تلك التقارير والطلب ممن يقفون خلفها بأن يتوجهوا إلى إدارة شبكات التواصل الاجتماعي ومتابعة شكواهم المزعومة هناك.
وأكَّد المؤتمر، أنّه لن يقبل بأن تكون "الحيادية" سبباً في عزل الموظفين عن شعبهم الفلسطيني، وعلى الأمم المتحدة والدول المانحة التركيز على تنفيذ القرارات الأممية وعدم إضاعة الوقت والجهد في أمور تهدف فقط لانحراف بوصلة العمل الأممي، مُطالباً "أونروا" بالحفاظ والدفاع عن الموظفين في كل المحافل الدولية ونقل الصورة الحقيقة عن الموظفين للمجتمع الدولي بدلاً من القبول الأعمى لأي تهمة.
كما دعا المؤتمر العام، إدارة "أونروا" باستمرار الحوار مع ممثلي الموظفين من أجل حماية "أونروا" وتحصينها من تلك الهجمات، لذلك مطلوب منها تنظيم دورات وجاهية لجميع الموظفين حول "الحيادية" وشبكات التواصل الاجتماعي وعدم الاكتفاء بالدورات الالكترونية لأنه هناك أمور تحتاج إلى نقاشات وتحليل من خلال التدريب الوجاهي الممنهج، ويجب ألا نعطي الفرصة لمثل هؤلاء بالعمل على استهداف الشاهد الأممي الوحيد على نكبة فلسطين.
وعبّر المؤتمر العام، عن رفضه لقيام "أونروا" بإيقاف الموظفين عن العمل قبل انتهاء التحقيقات وإعطاء فرصة للموظف للتعبير عن رأيه والدفاع عن نفسه خاصة في موضوع "الحيادية"، مُؤكداً أنّ إيقاف الموظف عن عمله لن يمنعه من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي فهي متاحة من خلال الانترنت وليس من خلال مباني "أونروا" فقط، ولعل الأحداث الأخيرة أثبتت عدم جدوى الإيقاف عن العمل قبل استكمال التحقيق في مثل هذه القضايا.
وخاطب المؤتمر العام كافة الموظفين في وكالة "أونروا" بالقول: على جميع الزملاء والزميلات توخي الحكمة واتباع الارشادات التي وردت في دورة "الحيادية" والتواصل الاجتماعي خلال استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن انتمائهم للقضية الفلسطينية وحقهم في العودة إلى فلسطين، مُشدداً أنّ هذه التوجيهات من أجل تفويت الفرصة على كل من يحاول النيل من المؤسسة الأمميّة والقضيّة الفلسطينيّة.
ويأتي هذا التصريح على خلفية أزمة فصل وكالة "أونروا" لأحد المعلمين في إقليم لبنان، حيث أوقفت إدارة "أونروا" الجمعة 17 اذار/ مارس، الاستاذ رياض مصطفى، المعلم في مدرسة المنارة التابعة لها شمال لبنان، بسبب مشاركته منشورات وطنية على مواقع التواصل الاجتماعي للشهيد الفلسطيني إبراهيم النابلسي.
وأثار فصل المعلم، ردود فعل واسعة، وحراكاً احتجاجياً تمثل بإضراب عام وشامل دعت اليه الفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال، واتحاد المعلمين، وسط دعوات لاستمرار التصعيد حتى تراجع الوكالة عن قرارها.
ومؤخراً أمهل اتحاد المعلمين لدى وكالة "أونروا" في لبنان، إدارة الوكالة حتى نهاية شهر اذار/ مارس الجاري، لمعالجة قضية فصل المعلم رياض نمر مصطفى من عمله كمدرس في مدرسة المنارة في مخيم نهر البارد، لمشاركته منشورات فلسطينية وطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.