أحيت اللجان الشعبية والفصائل والمؤسسات وهيئات المجتمع المحلي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الخالد الذي يوافق 30 آذار/ مارس من كل عام.
وفي بيان جماهيري صادر عنها اليوم الخميس، ذكًرت قيادة الفصائل الفلسطينية بمضامين يوم الأرض الذي بدأ إحياؤه منذ عام 1976، و "شكّل صدمة تاريخية للكيان الصهيوني، بعد أن أثبت شعبنا الفلسطيني أنه وبعد مضي ما يقارب الثلاثة عقود على الاحتلال والحكم العسكري الجائر، ما زال ثابتاً ومتمسكاً بأرضه وتاريخه وهويته الوطنية مهما طال الزمن، وما زال شعبا واحداً وموحداً حول حقوقه الوطنية التاريخية الثابتة في أرض فلسطين."
ذكرى يوم الأرض تتزامن مع أخطر المراحل
واعتبرت الفصائل في بيانها، أنّ ذكرى يوم الأرض للعام الحالي تتزامن مع مواجهة الشعب الفلسطيني لأخطر مرحلة في تاريخ قضيته، "مع وجود حكومة إسرائيلية هي الأكثر يمينية وعنصرية وتطرّفاً وإجراماً في تاريخ كيان الاحتلال، اتخذت سلسلة من القرارات العنصرية بتصعيد العدوان على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وممارسة أبشع أنواع القتل والاغتيال، وتهويد الأراضي الفلسطينية والاستيطان، وانتهاكات المستوطنين المتواصلة للمقدسات من خلال الاقتحامات للمسجد الأقصى والاعتداء على المؤمنين في المساجد ودور العبادة."
وأكدت الفصائل، على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والنضال بكافة الوسائل والطرق، وضرورة توحيد الطاقات والجهود لمواجهة مشاريع الاحتلال وجرائمه، وتوحيد الصف الفلسطيني.
وشهدت عدد من المخيمات، وقفات رمزية وأنشطة إحياء لهذه المناسبة، وتجمع العشرات من أبناء مخيم البص في مدينة صور جنوب لبنان، بمشاركة ممثلين عن اللجان الشعبية والفصائل، أمام عيادة وكالة "أونروا" في المخيم، وافتتحت الوقفة بالنشيد الفلسطيني، ثم ألقيت كلمات أكدت استمرار الشعب الفلسطيني بالتمسك بكامل أراضيه الفلسطينية المحتلّة من النقب حتى الجليل، ومن البحر الميت حتى المتوسط، وتأكيد الشتات الفلسطيني على تمسكه بحق العودة إلى وطنه المحتل.
كما نفذت الكوادر التعليمية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمخيم برج الشمالي في صور، نشاطاً قبل الدخول الى الصفوف مع بدء الدوام الدراسي، ردد خلاله التلاميذ في مدارس "جباليا، الصرفند، فلسطين" النشيد الفلسطيني بمناسبة يوم الأرض وشعارات تؤكد على التمسك بالأرض والهوية.
ويأتي هذا النشاط، رغم منع إدارة وكالة "أونروا" للأنشطة الوطنية الفلسطينية بحجة "الالتزام بمبادئ الحيادية" التي تقرها الأمم المتحدة في مؤسساتها، بحسب تبرير إدارة الوكالة.
كما شهد كل من مخيمي نهر البارد والبداوي شمال لبنان، اضراباً عاماً أغلقت بموجبه كافة المؤسسات والمدارس باستثناء قسمي الصحة والبيئة في الوكالة، بناء على دعوة صدرت من اللجان الشعبية والفصائل في منطقة الشمال، احياءً ليوم الأرض الفلسطيني الخالد.
ويُصادف يوم 30 آذار من كل عام، ذكرى يوم الأرض، الذي جاء بعد هبة الجماهير الفلسطينيّة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها سلطات الاحتلال، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عمّ إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.