أثار اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة فجر الأربعاء 5 نيسان/ أبريل، ردود فعل عربية ودولية، نددت بالاقتحام، وحذرت من تدهور الأوضاع نحو مواجهات واسعة، نظراً لاستفزاز مشاعر المسلمين خلال شهر رمضان.

جامعة الدول العربية، أدانت على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط اقتحام المسجد الأقصى، ووصف ذلك بـ " التصرفات غير المسئولة في الأماكن المقدسة تمس المشاعر الدينية لملايين من المسلمين عبر العالم، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك."

ودعت الجامعة العربية المجتمع الدولي، ممثلاً في الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لـ"التحرك بسرعة من أجل دفع إسرائيل لوقف هذا التصعيد الخطير الذي يُنذر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة."

كما حذر أبو الغيط "من مغبة تصدير الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل إلى الشعب الفلسطيني" وأكد على أنّ "التوجهات المتطرفة التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية سوف تقود إلى مواجهاتٍ واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حدٍ لها." بحسب بيان الجامعة.

وعلى صعيد الدول والحكومات، أدانت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها "بأشد العبارات" اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين داخله.

كما نددت وزارة الخارجية الأردنية اقتحام الأقصى، وحملت الاحتلال في تصريح مقتضب، "مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي قد يقوض جهود تحقيق التهدئة ووقف العنف." بحسب بيانها.

أما وزارة الخارجية المصرية، طالبت سلطات الاحتلال بالتوقف الفوري عن الاعتداءات على المسجد الأقصى، وأدانت الاقتحام فجراً واعتبرته بأنه " ينتهك كافة الأعراف الدولية."

وقالت الخارجية المصرية:" إنّ مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالتوقف الفوري."

وحملت مصر الاحتلال مسؤولية تبعات التصعيد ضد الأقصى "الذي من شأنه أن يقوض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين."

وطالبت المجتمع الدولي، بالتدخل وتحمل مسؤولياته بوضع حد لتلك الانتهاكات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

وزارة الخارجية السعودية قالت في بيان لها:" إن المملكة تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من المواطنين."

كما أدانت الجمهورية التركية "بشدة" اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية.

وقالت الوزارة في بيان لها الأربعاء "ندين بشدة انتهاك قوات الأمن الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى ووضعه التاريخي الراهن واقتحامها المسجد الأقصى ومداهمة المصلى القبلي واعتقال عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين".

وعبرت الخارجية التركية عن قلقها، من أن يمتد التصعيد إلى المنطقة وخاصة إلى قطاع غزة. ودعت حكومة الاحتلال، "إلى التوقف فورا عن أي تحريض واعتداءات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة".

كما عبر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بالخارجية البريطانية عن صدمته من الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وقال إن "العنف يؤجج العنف، مشددا على أنه يجب احترام الأماكن المقدسة."

وأدى اقتحام قوات الاحتلال لساحات المسجد الأقصى والمصلى القبلي فجر الأربعاء، إلى اعتقال أكثر من 400 فلسطيني، وأظهرت مقاطع فيديو مصوّرة من داخل المسجد القبلي عناصر شرطة الاحتلال وهم يعتدون على المعتكفين من النساء والشبان داخل المسجد بالهراوات بعد أن أطلقوا قنابل الصوت والغاز داخل المسجد، حيث أصيب عدد من المقدسيين بالرصاص المطاطي بينهم بحالاتٍ خطيرة.