حذر ناشطون من أبناء مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين بمدينة طرابلس شمال لبنان، من انتشار ظاهرة السرقة عبر طرق احتيالية متعددة، يمارسها أشخاص من خارج المخيم، وتكررت خلال الشهرين الفائتين.
وفي آخر حالة سرقة، تعرض محل ألبسة في سوق المخيم، يوم الثلاثاء، لعملية سرقة ملابس من داخله، من قبل عصابة سرقة تتنكر بزي نساء منقبات، حسبما أفاد شهود عيان.
وجرى اكتشاف السرقة من قبل زبائن المحل، الذين نبهوا صاحبته التي قامت على الفور باللحاق باللصّات واستعادة المسروقات.
اللاجئ "لؤي الجود" أحد من شهدوا عملية السرقة أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ 4 نساء منقبات، ترجلوا من سيارة "رنج" مفيّمة، دخلوا إلى المحل وخرجوا منه حاملين مسروقاتهم قبل أن يجر اكتشاف أمرهم.
وأضاف الجود، أنّ السيارة دخلت إلى السوق من خارج المخيم، وبقيت مصطفّة أمام محل حلويات مقابل المحل المستهدف، وترجلت منه 4 نسوة وبقين في المحل لمدّة تتجاوز الربع ساعة قبل الخروج منه وقد وضعن المسروقات في أثوابهنّ.
وتداول ناشطون عبر مجموعات "واتس اب" تحذيرات من ظاهرة اللصوص الذين يستهدفون المخيم من خارجه. وعلّق أحد اللاجئين قائلاً:" إنّ اللصوص يعتبرون المخيم منطقة فالتة بلا أجهزة أمنية، وأن السرقة فيه سهلة، ولا يمكن ملاحقة اللصوص خارجه."
يأتي ذلك، وسط مطالبات للقوة الأمنية الفلسطينية، بتسيير دوريات في منطقة السوق، للتصدي لأي حالة سرقة. وأشار اللاجئ "الجود" لموقعنا، أنّ صاحبة المحل الذي تعرض للسرقة اكتفت باسترجاع المسروقات من اللصات، "إلا أنّه يجب تسليمهن إلى القوة الأمنية لتسلمهم إلى مخفر الشرطة اللبناني خارج المخيم." مضيفاً أنّ تسيير دوريات في السوق يوفر للأهالي فرصة طلب المساعدة.
وكانت القوة الأمنية في مخيم البداوي قد اتخذت قراراً مطلع العام الجاري، من شأنه الحد من ظاهرة السرقة، وقررت مصادرة أي متعلقات مسروقة، يجري التبليغ عنها كجهاز هاتف محمول أو دراجة نارية أو أي قطعة مسروقة، تُشاهد مع أحد الأشخاص حتّى لو لم يكن هو سارقها، وستعيدها إلى مالكها الأصلي.
ويعمد اللصوص إلى بيع مسروقاتهم في مناطق محددة في مدينة طرابلس، فيما يقوم أشخاص آخرون بشراء المقتنيات المسروقة دون علم منهم بمصدرها في العديد من الأحيان. في ظاهرة شهدت تفاقماً وانتشاراً واسعاً في كافة المناطق اللبنانية، منذ بدء تبعات الانهيار الاقتصادي اللبناني.