لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نفّذ أهالي مخيم نهر البارد، أمس الأربعاء 8 شباط، اعتصاماً تضامنياً مع الطفلة المريضة منى عثمان، التي وُلدت في مخيم البداوي، بسبب نزوح اهلها عن منزلهم في مخيّم نهر البارد، منذ الاحداث التي شهدها المخيّم في العام 2007.
وقال المعتصمون أنّ "الفتاة تعيش لحظات موت سريري في مستشفى الخير بطرابلس، بسبب التأخر في تأمين غرفة إنعاش أطفال لها، بعد أن رفضت جميع المستشفات استقبالها لعدم تأمين المبلغ اللازم لعلاجها".
وبعد عدّة مناشدات لها، من قبل أهل الطفلة والمتضامنين، بررت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" موقفها، بعدم وجود سرير في بقية المستشفيات التي تتعاقد معها الوكالة، ليسوء وضع الطفلة منى حدّ الموت السريري، وهي تنتظر تحويلها الى غرفة إنعاش، لا يفتح بابها الّا مبالغ طائلة، لا تتوفّر لدى أهل الطفلة.
بدأت معاناة الطفلة وأهلها، منذ سنوات، تحديداً منذ حزيران من العام 2010، حين اصيبت الطفلة منى عثمان، ذات العامين حينذاك، بمرضي السحايا، والسلّ الدماغي، لترقد في مستشفى حمود الجامعي في صيدا، لمدّة شهرين، ثم نُقلت الى مستشفىً آخر اقلّ تكلفة.
وإستمرّت حالة منى بالتدهور، نتيجة الإهمال الطبّي، وعدم تلقيها العلاج بشكل ممنتظم، بسبب التكاليف التي تفوق قدرة أهلها على تغطيتها، وقضائها فترات طويلة خارج المستشفى، يراقب أهلها تفاقم حالتها الصحيّة، في غرفتهم المستأجرة بمخيّم البداوي، حتى نقلوها مؤخراً بشكل اسعافيّ الى مستشفى الخير في طرابلس، في حالة متأزمة، يفاقمها عدم توفّر غرفة الإنعاش.
فوالد منى الذي يعمل سائق لسيّارة اجرة، لا يستطيع تحمّل نفقات علاج إبنته، خصوصا بعد تقليص وكالة "الأونروا" خدماتها الصحيّة.
ورغم أنّ الوكالة الدوليّة تعهّدت بعلاج أبناء مخيّم نهر البارد، المهجرين من مخيّمهم على نفقتها، بتغطية تصل الى 100%، الاّ انها أبلغتهم بتحملها نسبة 75% من نفقة العلاج، اذا كانت الفاتورة لا تتجاوز 30 مليون ليرة لبنانية، و50 % في حال تجاوزت التكلفة ذلك المبلغ، مع انخفاض النسبة كلّما ارتفع مبلغ العلاج.
وخضعت منى في السنة الاولى من مرضها، لعدّة عمليات، منها تركيب جهازين إحداهما في رأسها وآخر في بطنها، بتكلفة 28 مليون ليرة، تكفلّت "الأونروا" بتغطية جزء منها، وساهم متبرعون في تغطيّة بقيّة المبلغ، ولا تزال بحاجة الى عدّة عمليّات أخرى، يقول والد الطفلة، أنّه لا يمكن إجراءها في لبنان، وعليهم تسفيرها الى الخارج بحسب ما قالوه له الاطباء.
تنتظر منى إنعاش حياتها، على سرير مستشفى الخير في طرابلس، في حين تتذرع "الأونروا" بحجج تتنصلّ خلالها من تحمّل المسؤولية، ويستمر أهل الطفلة والمتضامنين معها بالمناشدة، علّ ذلك يثمر، في لفت أنظار المسؤولين في "الاونروا"، و فصائل منظمّة التحرير الفلسطينية، لتحمّل مسؤوليّاتهم تجاه انقاذ حياة منى من الموت.