في الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية، يحاول موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، مواصلة مسعاه في مواكبة واقع اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم وتجارب نضالهم وصمودهم، ودفاعه المستمر عن حقوقهم المشروعة حتى العودة وتقرير المصير.
منذ 75 عاماً شردت العصابات الصهيونية الفلسطينيين، بالمجازر وحملات القتل الممنهجة، التي استمرت كسِمة ملازمة للغزو الصهيوني منذ وطأت أقدام مستوطني الاحتلال أرض فلسطين التاريخية، وتأتي ذكرى النكبة في هذا العام، وما زال الفلسطيني يدفع دمه ثمناً لوجوده وصموده في أرضه، واللاجئ المشرد في مخيمات الشتات واللجوء والمنافي البعيدة يتمسك بحقه في العودة إلى وطنه "فلسطين".
ذهاب مستمر إلى البلاد، سعي ونضال لم ينقطع لأجل العودة، ونزيف أيضاً لم ينقطع بالدم والأرواح والتضحيات، فمنظومة الحرب العدوانية الاحتلالية لا تزال تحدثه في كل يوم في حياة الفلسطينيين، إذ يلاحقهم الاحتلال بآلات القتل، ويترصد أرواحهم وأطفالهم وكلَّ لحظةٍ من وجودهم الحي على أرضهم، فيما تحاصرهم المنافي وسياسات التجويع والإفقار والتهميش وسلب الحقوق أينما حلوّا.
النكبة والتهجير حدث ممتد يطارد الفلسطيني، ويسعى إلى سلب ما تبقى من الأرض وسرقة ما تبقى من حلم ووطن وقتل كل ما يمثله هذا الوجود الحي لشعب فلسطين، وما زالت طائرات العدوان وآلة حربه تقتل الناس في قطاع غزة في هذه الأثناء، وحملة الإعدام التي يشنها جنود الاحتلال في الضفة تستمر وتتسع وتتصاعد، وما زالت خطوات اللاجئين الفلسطينيين، وإن دارت بهم الدنيا، وطردتهم المنافي وشردوا مرة تلو أخرى، تريد فلسطين، وتمضي في ذهابها المستمر إلى البلاد، بكل معنى وبكل طريقة، بالروح والدم والنضال والذاكرة والهوية والكفاح.
في هذا الملف في الذكرى الـ 75 لنكبة فلسطين، نتبع درب شعب الخيام، العائدين الحالمين المكافحين الشجعان، السائرين في دروب الأمل والألم، ونقرأ سفر تشريدهم وتفاصيل معاناتهم في هذا العصر، ونستلهم وننقل تجارب نضالهم لأجل حقوقهم ودفاعاً عن درب عودتهم.
نخصص تغطية ذكرى النكبة في هذه السنة لتتبع سفر الفلسطينيين وانتشارهم حول العالم، عبر مجموعة من أوراق الحقائق، ترصد انتشارهم، وتحاول الإضاءة على نشاطهم ووجودهم المؤقت في الوطن العربي وحول العالم، بينما نخصص مساحة المواد المكتوبة والمرئية لأصوات اللاجئين في مخيمات الضفة، وغزة، ولبنان، لتنقل حكاياتهم، وأوجاعهم، وآمالهم المستمرة بالذهاب إلى البلاد.