يعاني أهالي مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق، من أزمة حادة في وصول المياه إلى المنازل منذ أكثر من7 سنوات، حيث لا تحصل المياه إلى معظم المنازل سوى بكميات قليلة أسبوعياً لا تكفي لسد الاحتياجات.

وتتكثف الأزمة، في الأحياء الشرقية للمخيم، ويؤكد "أبو قاسم" القاطن في أحد هذه الأحياء لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ المياه بالكاد تصل إلى المنازل مرتين أسبوعياً، وفي معظم الأحيان لا يستطيع الأهالي تعبئة "نصف خزّان" بسبب شحّ الكهرباء وانقطاعها.

ويشير "أبو قاسم" إلى ضعف الكهرباء، وعدم قدرتها على تشغيل مضخات المياه المنزلية بكامل استطاعتها، ويقول:" الكهرباء لا تأتي سوى من ساعتين إلى 3 ساعات بشكل متقطع في أحسن الأحوال، وتكون ضعيفة وغير منتظمة لتشغل المضخات."

ويزداد قلق الأهالي من واقع المياه، مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع الحاجة لاستهلاك المياه، في حين يفكّر كثيرون بكيفية تأمين حاجياتهم، والتخفيف من عبء الأزمة، والبحث عن مصادر.

تكاليف المياه تزداد ارتفاعاً

يصف اللاجئ "أبو قاسم"  تكاليف تعبئة المياه عبر الصهاريج بـ "غير المنطقية" والتي لا يمكن تحملها، حيث تبلغ تكلفة تعبئة خزان سعة 5 براميل 15 ألف ليرة سورية، في حين تحتاج كل أسرة خلال الصيف على الأقل 5 براميل اسبوعياً، ما يعني 60 ألف ليرة بالشهر، حسبما أضاف.

وللتخفيف من الأزمة، يحاول بعض الأهالي الحصول على تراخيص لحفر آبار مياه في المخيم، اإّا أنّ ذلك متعذر على معظم الأهالي، نظراً لكون معاملة إصدار ترخيص معقدة جداً وتحتاج الى "محسوبيات ووساطات" بحسب قول أبو قاسم.

وبدأت عدد من المناطق المحاذية لمخيم خان الشيح في ريف دمشق الاعتماد على الآبار المحليّة، "إلّا أنّ تلك الآبار غالباً ما تكون لتخديم المزارع والمعامل المملوكة لأشخاص نافذين".

وعلى ضوء هذه المعاناة، يطالب أهالي المخيم الفصائل الفلسطينية والهيئات الإغاثية التابعة لها والمقربة منها، ومؤسسات المجتمع المدني الإغاثية، الالتفات لحل ازمة المياه في المخيم عبر تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل المضخات الرئيسية وتعبئة الخزانات، أسوةً بمخيّم خان دنون.

وبدأت المطالب تنتشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مستلهمة من تجربة مخيم خان دنون، الذي عمدت إحدى المؤسسات فيه إلى تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل البئر المركزي، بالاعتماد على بعض التبرعات.

يذكر، أنّ الاهمال الخدمي في مخيّم خان الشيح متواصل، منذ توقّف العمليات الحربيّة واستعادة النظام السوري سيطرته عليه منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، حيث يتواصل الانهيار سواء في البنى الخدمية كشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحّي، أو الخدمات الصحيّة والتعليمية، وسط غياب تام للجان التنمية والخدمات وتقصير كبير من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" وسط شكاوى متكررة من قبل الأهالي.

 

 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد