أغلق أهالي مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوبي الخليل المحتلة مداخل المُخيّم، اليوم الاثنين 29 مايو/ أيار، وذلك احتجاجاً على عدم حلّ الأزمة بين إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وموظفيها المضربين عن العمل منذ نحو 4 أشهر.

طوال هذه المدّة من الاضراب، لم تستجب إدارة "أونروا" لمطالب الموظفين، لتنعكس هذه الأزمة بشكلٍ مباشر على مُخيّمات اللاجئين بالضفة التي أصبحت بلا خدماتٍ صحيّة أو تعليميّة.

ورداً على ذلك، نظّم اللاجئون في المُخيّمات سلسلة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجيّة والرافضة لما يوصف بتعّنت إدارة وكالة "أونروا" في الاستجابة لمطالب الموظفين.

يقول أمين سر حركة فتح في مُخيّم الفوار محمد أبو هشهش لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ هذه الإضرابات والاحتجاجات تأتي من أجل إيصال رسالة لحكومة السلطة في الضفة ولكل العالم بأن يتدخلوا على وجه السرعة من أجل إنهاء معاناة اللاجئين في مُخيّم الفوار وباقي المُخيّمات بالضفة.

 وأضاف أبو هشهش: الاضراب مستمر منذ نحو أشهر ولم نرَ أي مسؤول وصل إلى المُخيّم للاطمئنان على أوضاعه، "أو حتى كلّف خاطره وشاهد بعينه معاناة اللاجئين".

أغلقنا مقر اللجنة الشعبية حتى لا تعتبر بديلاً عن الأونروا في تقديم الخدمات

ويؤكّد أبو هشهش لموقعنا، أنّ ما يجري هو شيء ممنهج لإنهاء قضية اللاجئين، مشيراً إلى أنّه جرى إغلاق مقر لجنة الخدمات الشعبيّة في المُخيّم حتى لا يعتقد أحد أنه يمكن أن تشكل بديلاً  عن وكالة "أونروا" المسؤولة عن اللاجئين، وهي الشاهد الوحيد على نكبة الشعب الفلسطيني.

 اللاجئ الفلسطيني من قرية بيت جبرين جهاد جبرين، قال لموقعنا: إنّ وكالة "أونروا" أوقفت جميع الخدمات في مُخيّم الفوار وفي جميع مُخيّمات الضفة، ونحن منذ 113 يوماً نعاني من كارثة صحية وبيئية وتعليميّة، لا سيما مع وجود 2500 طالب أو أكثر دون تعليم منذ 113 يوماً.

وأشار جبرين، إلى أنّ خطوة إغلاق مقر اللجنة الشعبيّة في المُخيّم سيعقبها خطوات أخرى سيتم التوجه فيها إلى مراكز المدن لإغلاق الشوارع وتنظيم الاعتصامات.

4 شهور من وقف الخدمات ولم يزر مسؤول المخيم.. نريد أن نعيش بكرامة

وفي السياق، قال يوسف النجار، وهو لاجئ فلسطيني في مُخيّم الفوار، إنّ وكالة "أونروا" ومنذ أربعة أشهر تتعنت تجاه مطالب حقوق العاملين، لذلك فإنّنا في المُخيّمات مطالبنا واضحة وهي مطالب تعليمية وصحية حتى نستطيع العيش بكرامة.

وتابع النجار: أربعة شهور من الإضراب ومُخيّم الفوار لم يدخله أي مسؤول يسأل عن أحوالنا، فماذا ينتظرون؟ هل يعجبهم حالنا الآن. نحن لا نريد أن نصل إلى حد إغلاق الشوارع وأكثر من ذلك، لكنهم في نهاية المطاف هم من أوصلونا إلى هذا الحد.

وصباح اليوم، قمعت قوات الاحتلال الوقفة الاحتجاجيّة في مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين والتي شارك فيها العشرات من سكّان مُخيّم الفوار، حيث جاءت احتجاجاً ورفضاً لاستمرار توقّف خدمات وكالة "أونروا" في مُخيّمات اللاجئين بالضفة.

وأطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب الشبان ومنازل السكّان قرب مدخل المُخيّم، حيث اندلعت على إثرها مواجهات مع قوات الاحتلال.

ومن جهتها، أعلنت القوى الوطنية وفعاليات مُخيّم الفوار عن إغلاق مقر اللجان الشعبيّة وتجميد عملها إلى أجل غير مسمى، مُؤكدةً أنّ هذا القرار كي لا تكون هذه المقرات بديلاً لوكالة الغوث.

وطالبت القوى والفعاليات في بيانٍ لها، كافة القوى في جميع مُخيّمات الضفة بتصعيد خطوات الاحتجاج ضد قرارات، وتعنّت وكالة "أونروا"، مُشددةً أنّ ذلك يأتي من منطلق القيام بالواجب الوطني في حماية الحقوق الوطنيّة والخدماتيّة.

وأكَّدت القوى أنّ بعد هذه الخطوة ستتخذ خطوات على الأرض لإجبار من وصفتهم بـ "المتآمرين" على التراجع عن المؤامرات التي حيكت بإنهاء الحالة الخطيرة التي وصلت لها المُخيّمات، فيما أعلنت الإضراب الشامل اليوم مع إغلاق شوارع المخيم الرئيسيّة احتجاجاً على ما وصلت إليه الأمور.

ويوم أمس، أعلنت اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة، أنّها شكلت لجنة من بين أعضائها لرفع مستوى الحوار مع المفوّض العام لوكالة "أونروا" فليب لازاريني بخصوص مطالب العاملين في إقليم الضفة المحتلة.

وفي أوقاتٍ سابقة، أغلق أهالي مُخيّم الفوار الشارع الرئيسي في المُخيّم، وذلك احتجاجاً على تقصير وكالة "أونروا" وتراكم النفايات نتيجة إضراب الموظفين في الوكالة، وهذا إلى جانب عشرات الوقفات التي نظمتها اللجان الشعبيّة في المُخيّمات المختلفة بالضفة رفضاً لاستمرار الأزمة بين "أونروا" واتحاد العاملين.

ويُواصل 8 موظفين من وكالة "أونروا" إضرابهم المفتوح عن الطعام، رغم تدهور حالتهم الصحيّة جرّاء استمرارهم في الإضراب عن الطعام في الكلية الجامعية للعلوم التربوية في رام الله ومقر "أونروا" بالشيخ جراح.

وتنعكس هذه الأزمة المستمرة سلباً وبشكلٍ خطير على مُخيّمات اللاجئين في الضفة المحتلة، إذ توقّفت خدمات "أونروا" وأصبحت شوارع المُخيّمات تعج بالنفايات، وسط تحذيراتٍ من جهاتٍ عدّة من خطر تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، حيث نظّم اللاجئون في الأيّام الماضية وخاصّة في مُخيّمي الدهيشة والفوار عدّة وقفات رافضةٍ لانهيار قطاع الخدمات في المُخيّمات جرّاء استمرار هذه الأزمة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد