تشهد المدن التركية حملة واسعة تشنها الشرطة والأجهزة الأمنية للبحث عن المخالفين لشروط الإقامة في تركيا، وبينهم اللاجئون الفلسطينيون غير الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة " الكملك".
وكثفت السلطات التركية الحملة منذ منتصف شهر حزيران/ يونيو الفائت، وتتركز حالياً في ولاية إسطنبول حيث جرى توقيف العشرات بينهم فلسطينيون من سوريا.
وأفاد أحد اللاجئين السوريين في مدينة إسطنبول "عمار حمد" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الحملة التي تشنها الشرطة التركية في إسطنبول، هي الأكبر منذ سنوات، ووصفها بـ "الأكثر جديّة" حيث بدأت تصل إلى حد مداهمة منازل يقطنها لاجئون، ولا تكتفي فقط بالتدقيق وتوقيف الشبان في الشوارع أو الأماكن العامة.
وأشار حمد، إلى أنّ الحملة تشمل كافة الجنسيات المقيمة على الأراضي التركية ، مشيراً إلى توقيف ابن عمّه في أحد مراكز إسطنبول، الذي غصّ بالعشرات من الموقوفين خلال الأيام القليلة الفائتة.
وبحسب معلومات وردت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإنّ عدداً من اللاجئين الفلسطينيين في إسطنبول جرى توقيفهم في إطار الحملة، أحدهم من عائلة "الكردي" وآخر من عائلة "حمادة" دون توفر معلومات كاملة.
فيما نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أنّ 5 شبان فلسطينيين عرفوا من بين الموقوفين، ذكرت 3 منهم، وهم طارق سبيتان اعتقل بتاريخ 24 حزيران الفائت، وأسامة النداف، واللاجئ على الجاروشة من قطاع غزّة.
ونشر نشطاء، مقطع فيديو يظهر اقتياد الشرطة التركية، لمجموعة من اللاجئين إلى حافلة ترحيل، جرى اعتقالهم من مكان سكنهم.
يذكر، أنّ مئات من العائلات الفلسطينية السورية في مدينة إسطنبول لا تمتلك بطاقات الحماية المؤقتة "الكملك" وهم ممن دخلوا البلاد بعد قرار السلطات التركيّة الصادر عام 2017، بوقف منح بطاقة الحماية المؤقتة للاجئين الداخلين بعد صدور القرار، وقدّرت جهات عددهم بـ 1200 عائلة، تعيش أوضاع قانونية تعرضها لمضايقات أمنية فضلاً عن حرمانهم من حقوقهم في التعليم والطبابة والعمل وسواها.
اقرأ/ي أيضاً : فلسطينيو سوريا في تركيا ولبنان… واقع قانوني مظلم ومصير مجهول
وسجلت خلال الأسابيع الفائتة عدة عمليات إيقاف للاجئين فلسطينيين سوريين في تركيا غير حاملين لبطاقة الحماية، وجرى إطلاق سراحهم بعد أسابيع من إيقافهم، ومنهم اللاجئ بدر عوض الذي جرى إيقافه يوم 20 أيار/مايو وأطلق سراحه يوم 5 حزيران/ يونيو الفائت.
وكان الناشط الفلسطيني المهجر من مخيم اليرموك إلى تركيا باتر تميم، قد عبّر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقت سابق، عن الهواجس التي يعيشها فلسطينيو سوريا هناك، في ظل وضع قانوني شائك منذ سنوات، ومعقد "بسبب الفشل في استصدار قرار حكومي رسمي يعترف به كلاجئ في تركيا أولاً، وعدم وجود قانون يُعرف حالته كلاجئ من سوريا بلد لجوئه الأول، إلى تركيا بلد لجوئه الثاني وهو المعرَّف بلا وطن حسب القانون الدولي".
وأضاف تميم، أنّه خلال السنوات الماضية تم ترحيل عدد من الفلسطينيين السوريين إلى شمال سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة السوريّة، ورغم محدودية تلك الحالات، إلا أنها حدثت فعلاً، ويخشى الفلسطينيون السوريون من توسع عمليات الترحيل تلك مما يشكل خطراً على حيواتهم وأبنائهم نظراً لعدم استقرار الوضع الأمني والمعيشي والخدمي في الشمال السوري، والمستقبل السياسي والعسكري الغامض لتلك المنطقة. حسبما أشار.