شيعت عائلتا الشابين حكمت عكّر ومحمد عويد من أبناء مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت، بعد ظهر اليوم الجمعة 7 تموز/ يوليو، جثماني ابنيهما مع حشد من أبناء المخيم، وسط أجواء متوترة تخللها بعض أعمال حرق المنازل.

 وكان الشابان، قد قتلا أمس الأول الأربعاء، على يد المدعو عماد السقا، الذي ألقت القوة الأمنية الفلسطينية القبض عليه عقب الجريمة وسلمته للجيش اللبناني.

وتوترت أجواء المخيم اليوم الجمعة، قبيل تشييع الشابين، حيث أضرم أفراد من عائلتيهما النار في ممتلكات تعود لعائلة السقا، وسجّل إحراق منزل للعائلة في المخيم.

وكانت جريمة القتل قد حصلت على خلفية إشكالات قديمة بين الشابين، وبين القاتل من عائلة السقّا، تعود لجريمة قتل قديمة ارتكبها حكمت عكّر، فيما شهدت العلاقة بين الطرفين توترات كثيرة، على خلفية خلافات حول أعمال تشغيل مولدات كهرباء وبعض الأعمال الأخرى، بحسب مصادر محليّة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

وتشير المصادر، إلى أنّ أصل المشكلة يعود إلى خلافات حول أعمال من طبيعة معينة، بين الطرفين ومشاكل حدثت في شهر آذار/ مارس الفائت، على خلفية امتلاك السقا لمحل بيع كحوليات في المخيم، وإقدام عكّر على إغلاقه بالقوة، خلال شهر رمضان.

وشهد مخيم برج البراجنة حالة من التوتر في اليومين الماضيين، وتخوفات من امتداد الإشكال ليتحول الى اشتباكات مسلّحة، إلّا أنّ انتشاراً للفصائل الفلسطينية ووساطات حثيثة أدّت إلى عدم انزلاق الأمور، فيما اقتصر تداعيات التوتر على إحراق ممتلكات تعود لعائلة السقّا. وتشير المصادر الى أنّ التوجه العام لدى القوى الفلسطينية هو حصر المشكلة في إطار "الإشكال الفردي".

وكانت الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية المشتركة في مخيم برج البراجنة قد أصدرت بياناً الخميس، قالت فيه: إنّ الحادثة المؤسفة حصلت بجوار المُخيّم، وأدت إلى مقتل شخصين من المخيم، وقد جرى متابعة القضية من الجهات اللبنانية المختصة والقبض على المتهم (ع. س) في مكان الجريمة.

وأكَّد البيان أنّ لا اشتباكات مسلحة وقعت في المخيم على خلفية الحادثة كما روّجت بعض وسائل الإعلام، مُشيرةً إلى أنّ الأمور بقيت تحت السيطرة والمتابعة من المرجعيات المعنية.

وناشدت الفصائل، جميع الأطراف بضبط النفس، والحرص على الحفاظ على أمن وأمان المخيم وسلمه الأهلي.

كما أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، المركز الصحي التابع لها الخميس، "وذلك بعد الحادثة المؤسفة التي أدت إلى مقتل شخصين في المخيم" بحسب بيانها.

وتبلغ مساحة مخيم برج البراجنة الواقع في ضاحية بيروت الجنوبية نحو كيلو متر مربع واحد، ويسكنه 25 ألف نسمة، ما يجعله من أكثر المخيمات كثافة سكانية، ويعاني من عدّة أزمات كما بقيّة المخيمات الفلسطينية في لبنان من شجاراتٍ واشتباكاتٍ مسلّحة بين الفترة والأخرى.