شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، معارك طاحنة استمرّت نحو 3 ساعات ليل أمس الأربعاء 2 آب/ أغسطس، وأسفرت عن مقتل شاب وسقوط عدد من الإصابات، فضلاً عن توسيع رقعة الدمار، وخصوصاً في حيي الطوارئ والتعمير.

كما تسببت المعارك، بنزوح عشرات العائلات من منطقتي التعمير والطوارئ، ومن حي حطين الذي توسعت المعارك باتجاهه، وقصد النازحون مسجد الموصلي المحاذي للمخيم.

https://t.me/refugeesp/10080

ويسود في مخيم عين الحلوة منذ صباح اليوم الخميس، حالة من الهدوء الحذر، وسط حركة دخول طفيفة للأهالي لتفقد منازلهم، فيما أغلق الجيش اللبناني حاجز منطقة الحسبة، وجرى فتح مدخل المخيم من جهة حيي الطوارئ والتعمير.

وجاءت المعارك، بعد نحو 24 ساعة من الهدوء النسبي، إثر إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، مساء الثلاثاء 1 آب/ أغسطس، الذي أعلنته "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في مقر سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت.

اقرأ/ي أيضاً: وفد فصائلي يصل إلى مخيم عين الحلوة لتثبيت وقف إطلاق النار

وبحسب مصادر محليّة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإنّ هجوماً شنّه عناصر من تنظيم " جند الشام" على أحد مكاتب حركة "فتح" في حي البركسات، أسفر عن إصابة الشاب يونس أبو شقرة في رأسه، وجرى إسعافه إلى مستشفى الهمشري في صيدا.

وبحسب المصادر، فإنّ الهجوم المفاجئ استعملت فيه قذائف متفجرة، أصابت شظايا إحداها الشاب يونس أبو شقرا، في رأسه على نحو مباشر، وجرى نقله إلى مستشفى الهمشري في حالة ميؤوس منها هو و3 عناصر أصيبوا بجراح بالغة.

والشاب يونس أبو شقرا، هو لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا، من أبناء مخيم سبينة بريف دمشق، ومنتسب لحركة "فتح" منذ سنوات.

2-1.jpg
الشاب يونس أبو شقرا، هو لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا

ووفقاً للمصادر، فإنّ الهجوم المباغت وإصابة الشاب في رأسه، أدّت إلى استعار المعارك، وتوجه قطعات من الأمن الوطني إلى حي الطوارئ حيث تتحصن قيادة مجموعة "جند الشام"ودارت معارك عنيفة بمحيط المربّع الأمني الذي يتحصن به القيادي في الجماعة " هيثم الشعبي." وسط أنباء عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجماعة.

وتواصلت المعارك، حتّى الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم الخميس، واستعملت فيها أنواع من جديدة من الأسلحة المتوسطة، كرشاشات "الدوشكا" والقذائف المتفجرة من طراز "B10" بكثافة، فيما تساقطت القذائف على مناطق واسعة في مدينة صيدا.

وكان قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو إياد الشعلان، والمعيّن خلفاً للعميد أبو أشرف العرموشي الذي قضى اغتيالاً الاثنين الفائت، قد أعلن وقف إطلاق النار عند الساعة 2.30 فجراً، وإعطاء تعليمات للقوات على القواطع، بوقف الاشتباكات.

كما تداولت مجموعات عبر تطبيق "واتس آب" تصريحاً صوتياً منسوباً للقيادي في "جند الشام" هيثم الشعبي" يدعو عناصره إلى "وقف إطلاق النار وتوخي الحيطة والحذر."

بدورها أصدرت عصبـة الأنصار الإسلامية بياناً قالت فيه: "فوجئنا في تمام الساعة التاسعة مساء اليوم بهجوم عنيف على مراكزنا ومساجدنا في حي الطوارئ، وفي حي الصفصاف من قبل عناصر متفلتة من حركة فتح في منطقة البركسات، رغم التزام عصبة الأنصار الإسلامية حتى هذه اللحظة بعدم الرد وتصريحها دائماً بعدم الدخول في الاشتباكات العبثية."

وحملت عصبة الأنصار القيادة الفلسطينية مجتمعة المسؤولية عن التجاوز والتفلت الموجود، داعية القيادة الفلسطينية إلى رفع الغطاء ومحاسبة العناصر المتفلتة، والتي تخرق قرار الإجماع الفلسطيني والأمن اللبناني.

وطالبت عصبة الأنصار قيادة الجيش اللبناني بالقيام بالضغط اللازم على أي جهة تساهم في الإخلال بالأمن، وتضع الحد لشلال الدم القائم والتدمير للمخيم والتهجير لأهله.

وسجّل خلال معارك ليل أمس، سقوط نحو 5 قذائف على منطقة الفوار المحاذية للمخيم، كما انفجرت قذيفة فوق مستشفى الهمشري، وواحدة سقطت في مخيم المية ومية، وطال الرصاص والقذائف الطائشة منطقة عبرا شرق صيدا، والدوار العربي والاوتستراد الشرقي.

وكان محافظ الجنوب، قد مدد حالة الإغلاق للمراكز الحكومية في المدينة، وكذلك الجامعة اللبنانية التي علّقت الدوام الدراسي في الجامعية اللبنانية لليوم الرابع على التوالي نظراً لاستمرار التوتر، واستمرار إغلاق السوق المركزي للخضار "الحسبة" وتوقف العديد من المصالح التجارية في المدينة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد